الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني مشاعر الخوف من الموت وتليها دوخة وخفقان وضيق في التنفس.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، كلما هممت للنوم أشعر بالضيق التنفس وخفقان القلب، منذ عدة أيام بعد الإفطار في رمضان شعرت بدوخة دون إغماء، وخفقان شديد ووجع في يدي اليسرى، وشعرت بأنها ثقيلة ولا أستطيع تحريكها وكأنني مخنوقة.

علما أنني أعاني من القلق الشديد من الموت والأمراض، وأتعالج بالعلاج السلوكي، أجريت فحوصات الدم وكلها سليمة ما عدا نقص فيتامين (د)، وقبل فترة كنت أعاني من جرثومة المعدة، تناولت الدواء وأدى إلى كثرة الغازات ومشاكل القولون ومنعني من النوم، ذهبت للطبيب وأجريت تخطيط القلب عدة مرات، في وقت التخطيط تكون أموري طبيعية، ودقات القلب منتظمة، وفي أوقات أخرى أشعر بالخفقان، وأعاني من الوسواس من أمراض القلب، وأشعر بالخوف على نفسي وأهلي من أي مرض أو سوء، فأتمنى منكم نصحي وتوجيهي للتخلص مما أعاني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة النفسية والمزاجية المضطربة تنعكس على الحالة الوظيفية للجسم، وتؤدي إلى تسارع نبض القلب والدوخة، وبالطبع فإن فقر الدم أو الأنيميا، ونقص فيتامين (د)، ونقص فيتامين (ب) المركب، خصوصا فيتامين (B12) يساعد على زيادة تلك الأعراض.

والخوف من الأشياء والمواقف أمر طبيعي عند البشر عند التعرض لموقف معين، مثل: الخوف من الحيوانات الجارحة، والزواحف، وعند مقابلة المسؤولين، أو التقدم للوظائف والمقابلات الشخصية، حيث يرتفع هرمون الأدرينالين، ويزيد نبض القلب، وتحدث بعض الرعشة، وينتهي الأمر بانتهاء الموقف، وترجع الأمور إلى طبيعتها بعد ذلك، ولكن قد يتحول الخوف إلى حالة مرضية تسمى الفوبيا Phobia، ولها صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت، حينها يسمى ذلك الخوف بالرُهاب أو "الفوبيا".

والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد مفرط غير عقلاني، وغير مبرر من حالة معيّنة أو سلوك معيّن، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، وبالتالي يؤدي لمحاولة الشخص الهروب من المواجهة مع هذا الموقف أو هذه الحالة، فمثلاً من يخاف الأماكن المرتفعة يكون لديه دوماً شعور بالرعب من السقوط عند التواجد في مكان مرتفع، فيحاول دوماً الابتعاد عن مثل تلك الأماكن، وتنتشر "الفوبيا" بشكل واضح عند النساء أكثر من الرجال.

وفي بعض الأحيان ومع فقد عزيز في الأسرة أو الأصدقاء خصوصا الفقد المفاجئ في حادث أليم يتولد ذلك الشعور بالخوف الشديد أو الرهاب، ويتحول إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة ورجفة الأطراف، ودوار شديد، وشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس والشعور بالاختناق مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية، يتم بالتكيّف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.

وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم، ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

ومن المهم أخذ جرعات من فيتامين (د)، سواء الكبسولات أو الحقن العضلية، مع تناول مقويات للدم وحقن فيتامين (B12) كل 15 يوم، أو حقن نيوروبيون يوما بعد يوم لتغذية وتقوية الأعصاب.

ولعلاج القولون وللتخلص من الغازات والشعور بالامتلاء يمكن تناول حبوب Spasmocanulase، قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وحبوب Colospasmin، قرص ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، حتى تختفي الأعراض ثم عند الضرورة بعد ذلك.

ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى انتظام حركة القولون، والمساعدة في إخراج طبيعي، والتخلص من الغازات والتجشوء وآلام المعدة والقولون.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا بدماص عبد الغفار

    شكرا لكم على حسن إفادتكم الناس وجزاكم الله خيرا.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً