الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس القهري الاجتراري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوسواس القهري، وعندما أمشي في الشارع تأتيني تلك الوساوس، فمرة كانت بجانبي سيارة تاكسي، وكنت أمشي في الطريق، وفجأة صدمت التاكسي صدمة ليست قوية؛ فأتتني الوساوس أنني أنا الذي صدمتها، وأنا الذي تسببت في الحادث، علماً أنني لا صدمت، ولا شيء، فقط كنّا نسير في طريق واحد، وهي فجأة صدمت.

هل لي ذنب في الحادث؟ وأنا مقتنع تماما أن ليس لي ذنب، فأرجو من سعادتكم إعطائي نصائح لأبتعد عن الوسواس.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم تعاني من الوسواس القهري الاضطراري، أو ما يعرف بالوسواس القهري الاجتراري، وهو ترتيب فكرة بانتظام في داخل الإنسان، ويحاول الإنسان مقاومتها لكنها تتكرر، وهذا يُسبب لك إزعاجًا شديدًا ويُشعرك بالذنب، فكونك تُفكِّر باستمرار في أنك قد تكون السبب في ارتكاب سائق التاكسي هذا الحادث، فهذا لا يعني أي شيء أنك وراء ذلك، هذا –يا أخي- نوع من الوسواس القهري الاجتراري، وهو تكرار الفكرة بالرغم من مقاومتك لها، وهذا يُحدث ألمًا وتوترًا عند الشخص ويحس بالذنب.

العلاج هو محاولة التخلص من هذا الشيء، وهناك طريقتان: الطريقة الأولى هو وقف التفكير المباشر، كما بدتْ هذه الفكرة تتردد عليك يجب أن تهتف بصوتٍ داخلي في داخل نفسك: (قف قف قف)، هذه طريقة.

والطريقة الأخرى -إذا وجدتَّ الطريقة الأولى فيه صعوبة– يجب أن تحوِّل مجرى التفكير، فبدلا من الاسترسال في هذه الأفكار الوسواسية حوِّل تفكيرك إلى شيء آخر، فكِّر في رحلة جميلة قمت بها، أو إجازة طيبة قضيتها واستمتعت بها، فكِّر في اللحظات الجميلة التي قضيتها في السابق وكيف استمتعت بها، وكيف كنت مسترخيًا وغير متوتّرًا، واسترسل في هذا التفكير، فإنه يقطع حبل التفكير الوسواسي المستمر، وإلَّا فيجب عليك أن تذهب إلى طبيب نفسي لمساعدتك إذا كل هذه الأشياء فشلت، ويحاول أن يُعطيك بعض الأدوية أو بعض العلاجات الأخرى، مثل العلاج السلوكي المعرفي بطريقة منظمة ولفترة طويلة.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً