الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي عصبي وكثيرا ما يخطئ في حقنا.. فكيف نتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 21 سنة، لدي أختان وأخ أكبر لم يتزوج بعد، ووالدي توفي منذ شهر ونصف.

والدي كان شخصا طيبا، ومتدينا جدا، وإمام مسجد، وكان مثلي الأعلى في أمور الدين، فكلنا الآن نفتقده، والآن ترك لنا أخي كي يقوم بدور الأب، ولكن آخي ليس كأبي، فأخي للأسف لا يصلي الصلاة على وقتها، وكثير العصبية بشكل غير مقبول أبدا، ويغضب بدون سبب، ولا يعرف التفاهم، وفي تعامله معنا يريدنا كالجواري لديه، ودوما يخبرنا بأن نبحث له عن زوجة مطيعة فقط، ولكن أرى أن الطاعة التي يريدها غير موجودة إلا لو أراد إنسانة بدون عقل، ولهذا أنا أخشى أن أرشح له إحدى صديقاتي، لأنني أخاف أن لا يحسن معاملتها، وأكون أنا السبب في ابتلائها.

ونحن لم نعتد على مثل هذه المعاملة، فأبي كان يكرمنا، ويعطيني من الثقة ما أستطيع أن أتدبر بها أموري، وحين أحتار في أمر ما دوما أعود لأمي وأبي فيه.

ولكن أخي وصل به الحال إلى أن يضرب أختي الأكبر منه والمتزوجة في الشارع بدون أي سبب مقنع، فقد كانت ذاهبة لقضاء شيء خاص بمنزلها، وزوجها لديه علم بذلك، وكانت ذاهبة مع أمي، وأخي جاء ليقضي طلبا آخر مع أمي، فلم يسمح لأختي بالذهاب لما هي ذاهبة إليه، وعندما رفضت أن تطيعه ثار عليها بدون سبب، وأخبرها بأنه الرجل وليس هي، وضربها، وإلى الآن أختي لا تستطيع أن تزورنا رغم أنه ذهب واعتذر لها، ولكننا اعتدنا منه كثرة الاعتذار والعودة في الإسراف في الأخطاء.

وأمي فاض بها، ونحن لا نستطيع تحمله، فكل من يعرفنا يعرف أننا نعرف الخطأ من الصواب، وهو كان مسافرا، ويعمل في مدينة أخرى قبل وفاة والدي، وكنا نحن البنات مع أمي نتحمل المسئولية كاملة أثناء مرض والدي، فنحن لسنا بحاجة إلى رجولته التي يدعيها، ولكني أعلم أن تصرفاته ناتجة عن قلة ثقته بنفسه، فهو بحاجة إلى من يقدره ويشعره بكونه الرجل والأخ والأب، وكنت أحاول فعل ذلك دوما، ولكن كثرة تصرفاته هذه أفقدتني صبري، فأنا لا أتحمل منه حتى الابتسامة، وأصبحت أجلس في غرفتي، لا أخرج منها إلا لتناول الوجبات، وكثيرا ما أرفض الطعام وأؤجله لحين يخرج، لأني أصبحت لا أحترمه، ولا أطيق النظر إليه، ولا أستطيع أن أبتسم في وجهه، وأعتقد أني إذا ابتسمت أو تعاملت معه كأخي سأكون منافقة.

فما أحتاج إليه الآن ليس فقط مجرد نصائح للتعامل معه، ولكن أود أن ترشحوا لي بعض الكتب في كيفية التعامل مع الشباب في هذه السن، بمثل هذه الصفات، ويفضل أن تكون خاصة بالسيرة النبوية، وأتمنى أن تكون بسيطة، وأتمكن من تطبيق ما فيها رغم اختلاف العصر.

أعلم أن ترشيح الكتب ليس بالأمر الهين، ولكن على قدر استطاعتكم ستكون الكتب أفضل بكثير.

ولكم جزيل الشكر وبارك الله في هذا الموقع وكل من يعمل عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فتوصيفك للمشكلة ولحال أخيك، ومواطن القصور في شخصيته، وكذلك كيفية التعامل معه لمعالجة النقص لديه، وإشعاره بأنه الرجل واحترامه من أهم وسائل حل المشكلة معه.

ولكن يظهر أنكم استعجلتم ثمار هذه الوسائل، وتظنوها لم تفلح معه، والأمر يحتاج إلى صبر وتحمل من الطرفين حتى تتغير الصفات السلبية إلى إيجابية.

فأنصحكم بعدم القطيعة، والاستمرار في التفاهم، واستخدام الرفق معه، وإبلاغه بأخطائه عن طريق شخص آخر يعرفه ويثق فيه بأسلوب مناسب، لأن توجيهكم له ونصحه غير مفيد الآن، وقطيعتكم له غير صحيحة، ولا تيأسوا من صلاح حاله، واستعينوا بالله، وادعوا له فالدعاء من أهم أسباب صلاح الحال.

وبخصوص خطبتك له: فيمكن الاستمرار بها، واطلاع المخطوبة على بعض صفاته حتى لا تخدع به، ولعله يجد امرأة مناسبة له تستطيع احتواءه والتناغم معه، فلا تيأسوا منه نهائيا.

كذلك يجب أن يعلم أن أخته إذا تزوجت فقد صار المسئول عليها زوجها، وهو من يوجهها وليس الأخ.

وطلبك ترشيح كتب مناسبة، واشتراطك أن تكون من السيرة النبوية فقط هو تحجير واسع من الخير، بل كل كتاب موثوق له علاقة بمعالجة الصفات السلبية في الإنسان يستفاد منه، مثل كتب علم النفس التربوي، وغيرها مثل كتاب علم النفس الدعوي للدكتور: عبد العزيز النغمشي.

ويمكن الاستفادة من كتاب وقفات تربوية في السيرة النبوية لأحمد فريد، وكتاب: (انحراف الشباب وطرق العلاج على ضوء الكتاب والسنة للدكتور: خالد بن عبد الرحمن الجريسي)، ونحوها، وأنصحكم بمراجعته موقع المربي .د.محمد الدوبش، ففيه معلومات مفيدة في التربية.

وفقكم الله وسدد خطاكم، وأصلح حالكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً