الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أفكار تكاد تدمر حياتي، وأريد المحافظة على بيتي فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من أفكار سلبية ووسواسية أحيانا، فأنا أفكر بأني لست على ما يرام، وأني مجنونة، مع العلم أنه كانت لدي هذه الأفكار قبل 10 سنوات قبل أن أتزوج، وذهبت بعد الزواج والإنجاب -بفضل الله- لكن منذ 6 أشهر عادت من خلال موقف حدث في الشارع، والآن بدأت أفكر في شخص تقدم لي قبل 10سنوات، ولم تحدث قسمة في حينها، وتأتيني أفكار بأن أبحث عنه، وأفكار بأني سوف أطلق وأبحث عن ذلك الشخص.

ولكني أحارب هذه الأفكار، لأن لدي 3 أطفال، وزوجي جيد من ناحية المصروف المادي ومع أطفاله، ولكن منذ زواجي والمشاكل تهدم حياتي، فعلى أتفه الزلات يحاسبني، والآن هو يريد الطلاق، ولكني أرفض من أجل الأطفال، ولا يوجد مكان يؤويني، فأبي متوفى، وأمي عند أختي، وعلاقتي ليست قوية ببقية إخوتي، فهم متزوجون، وزوجي يهينني ويضربني.

صحيح أني أرتكب الأخطاء، ولكنه يحاسبني بشدة، وأنا تعبت، وهو يريد الطلاق، ولكني أرفض، وأتوسل إليه، لأني أخشى من تعيير الناس لي، فبماذا تنصحوني؟ فأنا لا أريد أن أهدم بيتي.

وهل هناك دواء يخلصني من الأفكار التي تنتابني دون أن تكون له أعراض جانبية أو يؤدي إلى السمنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عامٍ وأنتم بخير، وأرجو أن تدعي الله تعالى في هذه الأيام الطيبة المباركة أن يسعدك، ويحفظ زواجك، وأن تستمري في حياتك الأسرية بكل استقرار وهناءٍ وسعادة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأعراض التي تحدثت عنها والتي سببت لك الكثير من المضايقة وعدم الارتياح هي أفكار وسواسية ذات منشأ اكتئابي، فمن الواضح أن مزاجك ليس حسنا، ولكن هنالك شيء من الكدر، لذا أصبح تفكيرك تفكيرًا هشًّا وغير مستقر، وأصبحت تتلاعب به الوساوس، ومداخل الشيطان كثيرة جدًّا في أمر الوساوس، فهذه الأفكار الشريرة التي تجعلك تفكرين في شخص تقدَّم لك قبل عشر سنوات، هذا قطعًا نوع من الوسواس السلبي جدًّا، استعيذي بالله تعالى من هذه الأفكار، وحطِّمي هذه الأفكار، حقَّري هذه الأفكار، وقطعًا عليك مسؤولية ضخمة في أن تسعين في تحسين علاقتك بزوجك الكريم.

الذي ألاحظه أنك تعترفين بأن مساهماتك في الزواج قد لا تكون إيجابية، بمعنى أنه لديك بعض الأخطاء، وهذا أمرٌ جميل، هذا أمرٌ رصين جدًّا. طبعًا ما يقوم به زوجك من إهانة وضرب لا يُقبل ولا نُقرِّه، لكن من المفترض أن تسألي نفسك لماذا لجأ زوجك لهذا الأسلوب المرفوض والغير مقبول، وتحاولي أن تجدي أسبابًا.

اقبلي زوجك كما هو، كوني ودودة، كوني عطوفة، اهتمي به وبأولادك.

أنا أعتقد أن عُسر المزاج الذي لديك جعلك قليلة التحمُّل لبعض المتطلبات الزوجية، وأتوقع أن النقاشات بينك وبين زوجك لا تأخذ المجرى الإيجابي؛ لأن عُسر المزاج والكدر الذي لديك يجعلك غير قادرة لمجارات الضغوط النفسية التي كثيرًا ما تتولَّد في داخل الأسرة.

الدواء بالفعل مطلوب في حالتك، لأن القلق والوسواس والاكتئاب مكونات نفسية رئيسية، والدواء يُحسِّن -إن شاء الله تعالى- المركبات الكيميائية الدماغية العصبية، مما يؤدي إلى تحسُّنٍ في مزاجك ومقاومة الفكر الوسواسي، وحين يحدث هذا التمهيد الإيجابي في مستوى تفكيرك فهنا يجب أن تنهضي بنفسك، وتُسخِّري كل أفكارك الإيجابية من أجل إصلاح زواجك، وتكوني إيجابية المشاعر، وتكوني إيجابية الأفعال، وتكوني إيجابية الأفكار، وهذا مهم جدًّا.

الدواء الذي أراه مناسبًا بالنسبة لك ولا يزيد الوزن هو عقار (فلوكستين)، ويُسمى تجاريًا (بروزاك)، ولكن ربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، الجرعة هي عشرون مليجرامًا كجرعة بداية، تتناولينها يوميًا –أي كبسولة واحدة–، ويُفضل تناوله بعد الأكل، وهو دواء لا يزيد النوم أبدًا لذا يمكن تناوله في أثناء النهار، استمري على هذه الجرعة لمدة شهرٍ، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم –أي أربعين مليجرامًا– وهذه جرعة وسطية مطلوبة في حالتك، وهي ليست جرعة كبيرة، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً