الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل دواء (بروزاك) يعالج الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم

اسمي منير، وعمري 20 سنة، أعاني من مرض الوسواس القهري منذ سن الـ 14، وهذه الوساوس تكون بشكل كبير مرتبطة بالمعتقد، فدائما ما أتخيل أنني سأصاب بالأذى، أو أن أهلي سيصابون بالأذى، ولكن الحمد لله قد خفت هذه الأعراض بدون أدوية.

وأعاني أيضا من الخجل في بعض الأحيان، عندما أتحدث إلى شخص غير قريب مني أتلعثم في الكلام، إلى جانب ذلك فأنا أعاني من قلة التركيز في القسم، مع أنني قبل المرض كنت تلميذا نجيبا، وعندما أقدم عرضا أمام زملائي في القسم ضربات قلبي تزداد سرعة.

دائما اتخيل نفسي في مواقف محرجة، وأن الكل يضحك علي، ولا أستطيع أخذ المبادرة في شيء، فأنا أخاف من الفشل.

هل دواء بروزاك جيد لحالتي؟ مع أنني سمعت أنه غالي الثمن، وأنا لا أريد إخبار عائلتي كي لا أقلقهم، وهل البروزاك فعال 100 في 100 ضد الوسواس القهري؟ وهل سأشفى تماما؟

أعتذر عن الإطالة، وأشكركم على جهودكم الجبارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري -يا ابني- من الأمراض التي تبدأ في سن مبكرة، سن المراهقة، وقد تستمر لبعض الوقت في سن العشرينيات، ولكنها تدريجياً تبدأ في التحسن، وقد تختفي نهائياً حتى بدون علاج مع تقدم السن، وهذا خبر مطمئن لك إن شاء الله.

وطبعاً الوسواس القهري أيضاً يتغير بتغير الأشياء التي يكون فيها الأفكار الوسواسية، يتغير الشكل، ولا يتغير المضمون، كما هي حالتك، أي تتغير من وسواس في شيء معين لفترة، إلى شيء آخر بعد فترة، وأحياناً تقل حدة الوسواس ويختفي لفترة، أو تزداد حسب ضغوط الحياة الاجتماعية هذا بدون علاج.

لكن الثابت والواضح من خلال الدراسات العلاج يساعد في التخلص من الأفكار الوسواسية بدرجة كبيرة جداً، ويستحسن عادة الجمع بين العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي المعرفي.

البروزاك من الأدوية المفيدة جداً في علاج الوسواس القهري لكثير من الناس، وعادة بعض الناس يستجيبون لجرعة خفيفة 20 مليجراما، وبعض الناس يحتاجون لجرعة كبيرة تصل إلى 40 أو 60 مليجراما يومياً، ويحتاج أن تستمر في العلاج لفترة من الوقت تتراوح من 3 أشهر إلى 6 أشهر، أو أحياناً قد يمتد إلى 9 أشهر.

ويستحسن يا أخي الكريم الجمع بين تناول البروزاك، والعلاج السلوكي المعرفي، فهذا يؤدي إلى نتائج أفضل من العلاج الدوائي فقط، أو العلاج النفسي فقط.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً