الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل الطرق لعلاج الوسواس القهري

السؤال

أعاني من وسواس قهري، وقد تواصلت معكم من قبل، ورد على استفسارى د/ محمد عبد العليم، فذهبت إلى دكتورة نفسية، ووصفت لي عدة أدوية ولم تتحسن حالتي بعد، ووصفت لي (انافرونيل) وعندما سألتها عن البزواك قالت: أخشى على صحتك منه، حيث إني قمت بعدة تحاليل تحت إشرافها.

المشكلة الآن ليست في الوسواس فقط، إنما تطور الأمر إلى كثرة التبول، وأنا عرفت أن كثرة التبول هو اضطراب في المثانة بسبب مرض عصبي، وصفت لي الدكتورة دواء انكونت (4مجم)، ودواء يوريبان اكس أر (10مجم) والدواء لم يأتِ بأي نتيجة، فأنا لا زالت أعاني من كثرة التبول.

الدكتورة قالت: إذا كان مرضك كثرة التبول فبهذا الدواء يتم شفاؤك، والدكتورة قالت: إذا كان كثرة التبول سببه نشاط الغدة الدرقية؛ فسنقوم بعمل تحليل الغدة الدرقية؛ للتأكد من ذلك، وأنا الآن من خلال اطلاعي على موقع إسلام ويب علمت أن كثرة التبول سببها مرض عصبي، وهو الوسواس القهري.

هل إذا تناولت البرزواك سيقوم بحل المشكلتين، علاج الوسواس القهري، وعلاج كثرة التبول؟

أرجوكم أفيدوني، فأنا أيضا نحيفة الجسم، وأريد أن أطمئن على صحتي، وأريد أن أزيد وزني، فهل يمكن أن أقوم بتحليل الغدة الدرقية لكي أطمئن؟ فنشاط الغدة يسبب زيادة حرق الدهون والنحافة، وكثرة التبول أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الامل والتفاؤل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قد أحسنت من مقابلة الطبيبة النفسية، وحتى وإن لم تستفيدي كثيرًا من الدواء، المراجعة والمتابعة هي أحد الأشياء التي نُحتِّم عليها في الصحة النفسية، يعني أن تذهبي للطبيبة مرة أخرى وتُوضحي لها حالتك وتطورها، وأنه لم تحدث لك استفادة حقيقية من الأدوية التي وُصفت لك، وأنا متأكد أن الطبيبة سوف تستمع لشكواكِ وتنتهج منهجًا علاجيًا مخالفًا للمنهج الأول.

بالنسبة للأدوية المضادة للوساوس والقلق: أنا لا أؤيد الإكثار منها، دواء واحد أو بالكثير دواءين، بشرط أن تكون الجرعة صحيحة، وأن تكون هذه الأدوية غير متضاربة، هذا يكفي تمامًا.

موضوع التبول الذي تعانين منه: أعتقد أن هنالك أمورا أولية يجب أن تتم:

أولاً: يجب أن تفحصي البول لتتأكدي أنه لا توجد التهابات أو أملاح، وأنت تحدثت عن فحص الغدة الدرقية، فحص الغدة الدرقية يجب أن يكون من الفحوصات الروتينية، لكن اضطراب الغدة الدرقية لا علاقة له باضطراب المثانة أو كثرة البول.

فاذهبي –أيتها الفاضلة الكريمة– للطبيبة وقومي بإجراء فحوصات عامة، فحوصات لمستوى الدم، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات، مستوى الحديد في الدم، لأنك نحيفة جدًّا –كما ذكرتِ– وهكذا، وهذه الفحوصات تعتبر قاعدة طبية جيدة ورصينة، وإذا كان هنالك أي خلل سوف تقوم الطبيبة بإعطائك البديل العلاجي اللازم، وإذا كان هناك مثلاً التهاب في البول فلا بد أن يُعالج.

التأكد من مستوى السكر في الدم أيضًا مهم، أنتِ إن شاء الله لا تعانين من مرض السكر، لكن لا بد أن نتأكد من كل هذا.

بقي بعد ذلك أن تُعالجي مشكلة كثرة التبول من خلال: ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وتقوِّي عضلات البطن، هذه تمارين جيدة ومفيدة.

والنصيحة الأخرى هي: أن تحاولي حبس البول في أثناء النهار، احبسي البول بقدر المستطاع، هذا يعطي فرصة كبيرة لعضلات المثانة لتسترخي ممَّا يُساعد على زيادة السعة الاستيعابية للمثانة، توجد حالة تُعرف بالمثانة العصبية قد تكون هي السبب في حالتك، بمعنى أنه يوجد انقباض وانشداد في عضلات المثانة ممَّا يُقلل من سعة كيس البول، وهذا قطعًا يجعل الإنسان يحتاج أن يذهب إلى الحمام بصورة متكررة.

إذًا حبس البول لإعطاء المثانة فرصة للاتساع، وتقوية المحابس التي تحبس السبيلين، هذا مهم وضروري جدًّا.

وشيء آخر أنصحك به، وهو: التأكد من خلو المثانة من البول حين تذهبين إلى قضاء حاجتك، فكثير من الناس يذهب لقضاء حاجته وبعد أن تختفي حرَّة البول ينهض ولا يُكمل قضاء حاجته، هذا معروف، فإذًا أعطي نفسك الفرصة التامة لإفراغ المثانة كاملاً.

أما موضوع الدواء فراجعي الطبيبة كما ذكرتُ لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً