الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر على الدواء حتى موعد الطبيب أم بعد 6 أسابيع وأتوقف عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا لدي رهاب اجتماعي منذ الصغر، وعمري الآن 24 وأتجنب مقابلة الناس، وإذا تواجدت أكون منعزلا عنهم وأتمنى انقضاء مدة المناسبة حتى أعود للبيت.

بعد التفكير لأشهر طويلة قررت الذهاب إلى عيادة نفسية، وقد أعطاني الدكتور علاجين، وحقيقة خائف من إدمانها وأسمائها Indicardin ، والآخر cipralex10 مل.

دواء cipralex استخدامه نصف حبة في الصباح بعد الإفطار لمدة 4 أيام، ومن ثم حبة كاملة.

أما الدواء الآخر Indicardin حبة في الصباح، وحبة في المساء، لا أعلم كم أستمر عليه؟ الدكتور طلب أن أراجعه بعد شهرين وموعدي لزيارته بعد 4 شهور، وأنا قرأت أن فترة العلاج تستمر إلى 6 أسابيع تقريبا، ماذا تنصحوني به؟ هل أستمر عليه حتى موعد الطبيب أم بعد 6 أسابيع وأتوقف عنه؟ وما هي طريقة التوقف عنه تدريجيا؟

شاكر ومقدر لكم جهودكم وكما أسلفت بالأعلى أخشى من إدمانه.

وهل تنصحني باستعمال الدواء؟

علمًا أنه مر 4 أيام على صرفه، ولم أستعمله حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الرهاب من الاضطرابات المنتشرة جدًّا، والتي يمكن أن تُعالج بفعالية شديدة، ويعيش الشخص حياة آمنة واطمئنانا، ولكن الرهاب منذ الصغر حتى الكبر أرى أن يكون العلاج دوائيًا ونفسيًا في نفس الوقت، وإذا كان بالإمكان مقابلة الطبيب مرة أخرى أن تسأله عن إمكانية الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي.

الخوف من الطبيب النفسي طبعًا من الأشياء الشائعة، وهناك قطعًا ربط بين الطبيب النفسي، وإعطاء الأدوية المهدئة، هناك خوف من أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى الإدمان. الأدوية التي أعطاك إياها الطبيب - أخي الكريم - لا تؤدي إلى الإدمان أبدًا، وهي أدوية مناسبة لحالتك، ولا تؤدي إلى هذا الذي تخاف منه.

أما بخصوص قرأتك عن فترة العلاج أنها تستمر إلى ستة أسابيع لعله أن الأدوية عادةً تحتاج إلى ستة أسابيع أو شهرٍ ونصف لتُحدث مفعولاً، أو يكون من ورائها فائدة، وليست مدتها؛ لأنه عادةً حتى بعد حصول التحسن فإنا نطالب المريض بالاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ثلاثة إلى ستة أشهر، وفترة الستة أسابيع هذه مرتبطة بحدوث مفعول الدواء أو إحداث التأثير وزوال الأعراض، لعل هذا هو المقصود.

إذًا عليك بالاستمرار في الأدوية حتى مقابلة الطبيب بعد أربع أشهر؛ لأنها هي الفترة التي يجب الاستمرار فيها على العلاج، وأنصحك ببدء استعمال العلاج الآن؛ لأنه يحتاج لفترة قبل أن يعمل، وهذه علاجات لا تؤدي إلى الإدمان، وليس بها ضرر، وحاول أن تجمع بين العلاج النفسي - كما ذكرت لك - والعلاج الدوائي، وهناك أشياء يمكن أن تقوم بها بنفسك، أي الاستمرار في مواجهة الرهاب، وليس الهروب منه، الاستمرار في المواجهة يؤدي إلى إضعاف الرهاب، وتحسُّن الحالة، ولكن الهروب يؤدي إلى زيادة الرهاب، وبالمواجهة المتدرجة المنضبطة مع استعمال الدواء -إن شاء الله- يزول هذا الرهاب الاجتماعي، وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً