الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أعراض الإصابة بمرض السل؟ وما هو علاجه؟

السؤال

السلام عليكم

قبل سنة تقريبا ظهر لدي ورم في الرقبة، ولم أرد الذهاب إلى الطبيب في ذلك الوقت حتى ظهر ورم ثانٍ بجانب الأول منذ أسبوعين، فزرت طبيبين، وأكدا لي أنه مرض السل، وطلبا مني عمل العديد من التحاليل.

ولكن واحدا منهم أراد مني القيام بعملية بتخدير جزئي لنزع الورم الثاني كاملا وتحليله، أما الطبيب الثاني فقد اقترح علي القيام بتخدير كامل، ونزع جزءا من الورم، وتحليله؛ فأي طبيب يجب علي أن أتابعه أفضل؟

بالإضافة إلى أنني من الأشخاص الذين يخافون من الإبر، ومن العمليات بشكل كبير جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرض الدرن أو السل يسمى (Tuberculosis) وهو عبارة عن عدوى تسببها جرثومة في الرئتين تحديدا، وبعض المناطق الأخرى، مثل العظام والجلد، والغدد الليمفاوية، وفي بداية الإصابة بالمرض لا تظهر الأعراض؛ لأن جهاز المناعة يسيطر على الموقف، ويؤدي إلى ظهور أجسام مضادة ضد الجرثومة، ثم تظهر الأعراض عند الإصابة بالجرثومة مرة أخرى؛ لأن هذه الجرثومة تستطيع العيش بشكل كامن في الجسم لفترات زمنية طويلة جدا، ولكن في حال ضعف الجهاز المناعي لأي سبب فإن الجرثومة تصبح نشيطة وفعالة.

وتشخيص الدرن يبدأ بالأعراض مثل النقص الملحوظ في الوزن، وفقدان في الشهية، والتعرق، وارتفاع في درجة الحرارة ليلا، بالإضافة إلى أن الغدد الليمفاوية المصابة تكون غير مؤلمة عند الضغط عليها، وتظهر غدة واحدة أو أكثر من غدة بعد ذلك، والتشخيص يجب أن يكون متدرجا من السهل إلى الصعب؛ للعمل على تقليل المضاعفات الجانبية، ومن ذلك ما تم ذكره من الأعراض السابقة.

بالإضافة إلى عمل تحليل A positive acid-fast bacilli (AFB) stain حيث إن النتيجة الإيجابية لهذا التحليل تشير إلى وجود إصابة بالبكتيريا المسببة لمرض الدرن، يأتي بعد ذلك في مرتبة التشخيص الآمن FNA specimens أو Fine Needle Aspiration وفيها يتم أخذ عينة أو خزعة بإبرة مخصصة لهذا الغرض، ونسبة دقة التشخيص بهذه الطريقة مرتفعة، وإن كان ولا بد بعد ذلك فيتم استئصال غدة ليمفاوية تحت التخدير الموضعي؛ لتجنب مضاعفات التخدير العام؛ لأنه غير مطلوب أولا، ولا يضيف فائدة إضافية للتشخيص، ولا للعلاج، وسواء تم إزلة الغدة الليمفاوية أم لا؛ فنتيجة العلاج واحدة.

ومن الأدوية الحديثة في علاج الدرن دواء (erip-k4) الذي يحتوي على أربعة أنواع من المضادات الحيوية المناسبة لعلاج السل بكل أنواعه، سواء سل الرئتين، أو العقد الليمفاوية، أو الجلد، أو العظام، وهذه الأنواع هي Rifampicine - Isoniazide- Pyrazinamide - Ethambutol .

وفكرة هذا الدواء فكرة جيدة حتى يستطيع المريض المداومة على العلاج دون أن ينسى أحد الأدوية، وهذا المضاد مثله مثل باقي المضادات الحيوية، ليس له مخاطر، ولكن له أعراض جانبية قد يؤثر إلى نسبة الدم، ولذلك يجب عمل صورة دم بصفة دورية، وتناول فيتامينات لتقوية الدم عند الحاجة، وبعد استكمال جرعات العلاج؛ فإن نسبة الشفاء عالية جدا، خصوصا إذا تم تكرار الجرعات لعدة أشهر أخرى، ولا خطر على الصحة في المستقبل إن شاء الله، بشرط عدم التعرض للعدوى مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً