الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقلبات المزاج والشعور بالحزن والعصبية أفقدتني الإحساس بالحياة.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ 5 أشهر وأنا أشعر بتقلب حاد جدا في المزاج، وأتعصب كثيراً من أشياء وكلام لا يستدعي العصبية إطلاقاً، حتى أنني عندما أهدأ ألوم نفسي، وأندم على ما قلته وعلى ردة فعلي أثناء عصبيتي، وأعتذر.

أحياناً أكون جيدة المزاج، وأتحدث مع أسرتي بمرح وبعد عدة دقائق أشعر برغبة حادة في البكاء، فأبكي، وأشعر بالرغبة في الخروج من المنزل لأستنشق الهواء، ولا أريد التحدث مع أحد، وأشعر بضيق شديد وملل، كما أشعر بأن لن يسعدني شيء من تحقيق الأماني المستقبلية أو الأحداث اليومية، وسأكون بنفس هذا المزاج والحالة السيئة، حتى الأكل صار بلا طعم.

مررت سابقا بفترة مليئة بالتوتر والعصبية والحزن والقلق والخوف، بسبب ظروف استمرت لمدة 6 أو 7 سنوات، هذه الظروف تحسنت قليلاً، وأصبحت أعود إلى طبيعتي الهادئة، وتغيرت كثيراً حتى صرت أتحدث مع الناس وأكون صداقات.

علماً بأني قبل ذلك كنت لا أفعل شيئاً، وكنت أحب الوحدة كثيراً.

فرحت كثيراً بأني بدأت أعود إلى طبيعتي بعد انتهاء هذه السنوات الصعبة، وإن كانت الآثار السلبية ما زالت موجودة قليلاً.

منذ خمسة أشهر عادت الحالة -كما ذكرت لكم في بداية الاستشارة-، فهل هذا اكتئاب؟ وكيف يمكنني أن أتخلص منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان تتقلب ظروفه وأحواله ومشاعره وأفكاره، لا يمكن للإنسان أن يظل على وتيره واحدة، وبعض الناس لديهم حساسية متعلقة بالبناء النفسي لتركيبة شخصياتهم، وهؤلاء قد يكونون أكثر عرضة لتوترات والقلق والتقلبات المزاجية.

هذه المشاعر التي أتتك منذ 5 أشهر، أعتقد أنها ناتجة من حساسية في شخصيتك، وبالرغم من التقدم والتوائم الكبير الذي حدث، واندفاعك نحو الحياة بصورة أكثر إيجابية، إلا أن بعض الشوائب النفسية يظهر أنها لا زالت موجودة، وإن لم تكن على مستوى العقل الظاهري، قد تكون على مستوى الوجدان والعقل الباطني.

لا تنزعجي لها -إن شاء الله- ستختفي كما اختفت تلك الآثار في وقت مضى، كوني أكثر انفتاحاً مع ذاتك، عبري عن نفسك، تجنبي الاحتقانات النفسية التي تنتج من الكتمان وعدم التعبير عن الذات، ضعي لنفسك برامج يومية تحددي من خلالها نشاطاتك وتقومين بإنجازها مهما كانت مشاعرك، لا تنقادي أبداً للفكر السلبي أو الشعور السلبي، بل اسعي دائماً للعمل الإيجابي، والفعل الإيجابي، لأن ذلك هو الذي يغير من طباعنا ومن مشاعرنا ومن أفكارنا، يحولها من السلبية إلى الإيجابية.

هذا هو الذي أريده لك، ولا بد أن تكون الرياضة أيضاً متنفساً رئيسياً في حياتك، أنا لا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب أبداً، هي مجرد حالة ظرفية قلقية مع وجود شيء من التقلب المزاجي البسيط، وهذا يمكن أن يعدل من خلال تعديل الفكر والشعور، وكذلك محيط بمعنى أنك تكونين أكثر نشاطاً أكثر مثابرة، وكما ذكرت لك يجب أن تكون الرياضة من المتنفسات النفسية الأساسية بالنسبة لك.

ضعي لنفسك برامج واضحة المعالم تديرين من خلالها وقتك، وعليك بتنفيذ ما هو مطلوب منك من خلال هذه البرامج، أهداف واضحة، آليات واضحة، تنفيذ وإصرار على الإنجاز، هذا هو الذي يجب أن يكون توجهك في المرحلة القادمة، واحرصي دائماً على الصلاة في وقتها، أذكار الصباح والمساء، الدعاء صلة الرحم، بر الوالدين.

هذه دعائم قوية جداً تجعل الإنسان يجمح نحو ما نسميه التطبع والطيف النفسي الإيجابي، هذا يعني كمال الصحة النفسية -بعون الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان ام محمد

    جزاك الله خيراً وارضاك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً