الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع الاكتئاب ازدادت بعد الولادة، فهل من سبيل للخلاص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو مساعدتي، فقد عانيت من الاكتئاب لمدة تزيد عن 10 سنوات، تعالجت عند أكثر من طبيب، تنوع العلاج ما بين السيروكسات والريميرون والبروزاك والبوسبار وغيرها، وكان هناك تحسن على بعض الأدوية.

المشكلة الحقيقية بدأت بالظهور بعد الولادة بأربعة أشهر، حيت اشتد الاكتئاب، وبدأت بإيذاء نفسي بأدوات حادة، ليس بغرض الانتحار، ولكن لأرتاح من التوتر، علما أن هناك رغبة مستمرة في الموت.

راجعت طبيبا، ووصف لي الويلبترون بجرعة 300، فازدادت رغبتي في الموت، وفي إيذاء النفس، فقرر الطبيب تغيير الجرعة إلى 150.

والآن أنا مستمرة على هذه الجرعة ما يقارب من أسبوعين، وهناك تحسن بسيط، فهل هذا الدواء مناسب لحالتي؟ وهل من دواء مساند له؟ ومتى أشعر بالتحسن؟ ومتى يتم تغيير الجرعة؟

شاكرة لكم مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بداية أريدك أن تبدئي بالأساليب العلاجية الأخرى غير الدوائية، وهذا لا يعني أن تتوقفي عن الدواء، لا، الدواء يلعب دورًا في العلاج، لكن الرزمة أو السلة العلاجية الصحيحة للاكتئاب النفسي هي العلاج الحيوي - البيولوجي: أي الدوائي - والعلاج النفسي السلوكي، والذي يقوم على مبدأ التفكير الإيجابي، وكذلك العلاج الاجتماعي والذي يعني تنشيط شبكة الإنسان الاجتماعية وتدعيمها، والعلاج الإسلامي وهو معلوم -إن شاء الله تعالى-.

هذه العلاجات الأربعة حين تتضافر تعطي نتائج علاجية ممتازة، وهناك أشياء بسيطة لتكون مدخلات على حياتك، منها: النوم الليلي المبكر، ممارسة أي نوع من الرياضة، وتنظيم وقتك، هذه الثلاثة نعتبرها من الأصول العلاجية المهمة جدًّا لقهر الاكتئاب النفسي، فكوني حريصة على ذلك أيتها الفاضلة الكريمة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فعقار (ويلبيوترين) والذي يُسمى علميًا (ببربيون) هو من الأدوية المضادة للاكتئاب، دواء لا بأس به، لكنه ليس أقوى الأدوية، وميزته الإيجابية الأساسية هو أنه لا يزيد الوزن، وأيضًا لا يؤدي إلى النعاس أو الشعور بالخمول، وهذه ميزة كبيرة جدًّا، لكنه قد يزيد من اليقظة عند بعض الناس.

جرعة المائة وخمسين مليجرامًا هي جرعة صغيرة، ربما تحتاجين لعلاج داعم آخر مثل عقار (زولفت) والذي يُسمى علميًا (سيرترالين)، أعتقد أنك إذا تناولت الويلبيوترين صباحًا وتناولت الزولفت ليلاً - دواء رائع حقيقة - بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها حبة واحدة ليلاً - أي خمسين مليجرامًا - لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم تخفضينها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أراه، والرأي الأخير قطعًا سوف يكون لطبيبك المعالج. التحسُّن -إن شاء الله تعالى- يبدأ في أي لحظة، كوني متفائلة، واسعي نحو التحسُّن، التحسُّن يُصنع، يؤتَى به - أيتها الفاضلة الكريمة - وأنتِ لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لا بد أن تجعلي فكرك ومشاعرك تقوم على تفعيل هذه الإيجابيات في الحياة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً