الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي تكمن في ضعف شخصيتي وعدم قدرتي على فهم ما يدور حولي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

مشكلتي هي أني أشعر بالضيق الشديد بسبب إحساسي بالضعف، وعدم القدرة على الدفاع عن نفسي، وإثبات موقفي في أي شجار أو نقاش، وعدم القدرة على أخذ حقي، لماذا لا يأتيني الرد السليم في أي موقف يمر بي، ودائما يضيع حقي على الرغم أني صاحبة حق، وهناك من يخطئ في حقي، ولأني لا أستطيع النقاش أظهر أنا المخطئة.

أشعر بالخوف يسري في جسمي عندما أتوقع حدوث مشكلة، وأعاني من الكسل الشديد، وعدم القدرة على التحكم في نفسي، وشعور أني فاشلة في حياتي، لأَنِّي غير قادرة علي إدارتها بشكل جيد، وأنا فاشلة اجتماعيا، دائما أعيش في عزلة، ليس لي خبرة في التعاملات الاجتماعية.

لا أفهم تصرفات الناس، ولا أفهم زوجي، ولا كيف يفكر حتى أكسبه وأجعله يحبني، ولا أشعر بالأمان الكامل مع زوجي بسبب تصرفاته معي، هذه التصرفات التي ربما لو ذكرتها لكم تجدونها تافهة، ولكنها تؤثر بي جد، وهذا الأمر ينعكس على العلاقة الحميمة بيننا، فأي موقف سلبي يجعلني حزينة.

لست سريعة البديهة، ولا أحسن التصرف في المشاكل، ولا حتى في الأمور العادية، وأشعر بالضياع.

أرجوكم أفيدوني في مشكلتي؛ لأني أم لطفلة صغيرة، وأريد تنشئتها نشأة سليمة، وأن أكون قدوة صالحة لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض الناس ينظرون دائمًا إلى الجانب السلبي في حياتهم، يشعرون بنقص في الشخصية، وعدم ثقة في النفس، ويُقارنون بينهم وبين الآخرين، ويحسُّون بأنهم غير قادرين على المواجهة وانتزاع حقوقهم، وإحساس دائم بالفشل، ويؤدي هذا أحيانًا إلى ميول انعزالية ورهاب اجتماعي.

هؤلاء الناس لهم دائمًا شخصية حسَّاسة جدًّا، ويتعاملون مع الآخرين بحساسية مفرطة.

أختي الكريمة: انظري للإيجابيات في حياتك، الحمد لله أنت متزوجة، وعندك طفلة، وهذا نجاح في الحياة، وواضح -الحمد لله- قدرتك على الزواج وعلى إنجاب الأبناء، فهذا نجاح في الحياة، وحتى ما ذكرتِ أن هناك صعوبة في فهم زوجك، لكن الحياة بينكما مواتية وصحيحة، لأن هناك طفلة تجمعكما، وعادة التفاهم بين الزوجين ينمو من يومٍ لآخر، والحياة الزوجية تستمر وتنمو وتزدهر بمرور الوقت، كُل طرفٍ يفهم الآخر ويفهم مشاعره ويفهم شخصيته.

أما بخصوص العلاج، فنعم هناك علاج الآن للإحساس بنقص الشخصية وعدم الثقة بالنفس، هناك الآن مهارات نفسية معينة لتقوية الذات، وتُعطى من خلال عدة جلسات منظمة لفترة معينة، حيث يقوم المعالج النفسي لتمليكك مهارات نفسية مُحددة للعمل على تقوية الذات وكيفية التعامل مع الآخر، وكيفية الإحساس بالثقة، وكيفية الشعور بالثقة في التعامل مع الآخرين، ومواجهة المواقف المختلفة، وهناك مهارات يمكن أن تتعلميها من خلال جلسات مُحددة مع معالج نفسي متمرِّس.

وفقك الله وسدَّد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول اسلام محمد

    نفس المشكله لمن الاخت حكت قصتها حسيتها بتحكي عني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً