الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول الأدوية بكثرة وتركها فجأة يسبب اضطراباً ذهانياً؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2313893)، أشكركم، واقتنعت بكلامكم أن الأدوية النفسية لا تسبب اضطراباً ذهانياً، ولكن إذا كانت كثيرة ولعدة سنوات وكنت أتوقف عنها بشكل مفاجئ، هل هذا يسبب اضظراباً ذهانياً، أو فقدان تركيز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: راجعتُ استشارتك السابقة، والحمد لله على أنك اقتنعت أن أدوية مضادات الذهان – أو الأدوية النفسية بصورة عامَّة – لا تُسبب اضطرابات ذهانية.

أما سؤالك عن إذا استعملت حبوبًا كثيرة وتوقفت عنها بصورة مفاجئة هل هذا يُسبب اضطرابًا ذهانيًا أو فقدانًا للتركيز؟

يجب أن نعرف الغرض الذي أُعطيت من أجله الأدوية النفسية، ما هو الاضطراب أو المرض أو الأعراض التي من أجلها أُعطيت الأدوية النفسية؟ لأن معرفة هذا الشيء مهم جدًّا، لأن هناك اضطرابات معينة تأخذ مسارًا معيَّنًا، واضطرابات أخرى تأخذ مسار آخر، فبعض الاضطرابات النفسية معروف أنها تأخذ شكلاً مزمنًا ولا تختفي أعراضها كُلِّيَّةً، وبعض الاضطرابات النفسية دائمًا تأتي في شكل نوبات، وبعلاج أو بدون علاج تختفي الأعراض، ويرجع الشخص إلى حالته الطبيعية، وتحدث انتكاسات.

هذا مهم جدًّا؛ لأنه في حالة الأمراض المزمنة يجب الاستمرار في الدواء لفترة طويلة، وأحيانًا لبقية العمر، وعند سحب الدواء عادةً تظهر أعراض، قد تكون هذه الأعراض هي أعراض المرض نفسه، عودة المرض نفسه نتيجةً لسحب الدواء، وهذا مهم جدًّا معرفته.

من ناحية أخرى: أنا أتفق معك أن هناك بعض الأدوية النفسية التي تُعالج أمراضاً مُحددة، لكن عندها آثار أخرى غير الآثار العلاجية، خاصة تعمل في مراكز أخرى في المخ، قد تُسبب مثلاً نوماً، أو قد تزيد الشهية عند بعض المرضى، وعند التوقف عنها قد تحصل اضطرابات في النوم، أو يحصل فقدان للشهية، لأنها كانت تُفيد في هذه الأشياء، وهذا أحيانًا يؤدي إلى ضعف التركيز.

إذاً المهم – يا أخي الكريم – المتابعة مع طبيب نفسي، متابعة دقيقة، والطبيب النفسي الذي يُتابعك هو الذي يستطيع أن يُجيب على التساؤلات: هل ما حصل له علاقة وظهور أعراض المرض أم له علاقة بالتوقف عن الدواء المعني الذي كنت مستمرًا فيه لفترة من الوقت؟

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً