الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب المشاكل التي تعرض لها جنيني وأدت إلى وفاته؟ وهل لوزن الأم علاقة بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تزوجت منذ حوالي تسعة أشهر، وتم الحمل مباشرة، تابعت في البداية مع طبيبة، أخبرتني بوجود كيس دموي على المبيض الأيمن بحجم 4.5*6.5، وأخبرتني بضرورة إجراء عملية لإزالة الكيس، ونزول الجنين، ولكنني تابعت مع طبيب آخر أخبرني بإمكانية استمرار الحمل بدون مشاكل، وبالفعل أكملت الحمل، ولكن منذ منتصف الشهر السابع بدأت تظهر لدي العديد من المشاكل، أولها صغر حجم الجنين عن عمره بمعدل ستة أسابيع بسبب ضعف وصول الدم إلى الجنين، ومن هنا قرر الطبيب أخذي لحقن كلكسان 40 مرتين يوميا، وعند زيارته بعدها بأسبوع قرر جعل الحقن كلكسان 60 مرتان يوميا.

وفي المرة الأخيرة قبل الوضع ظهرت مشكلة أخرى في العضو التناسلي لدى الجنين، حيث أنه منذ بداية حملي حتى الأسبوع 34 كان يخبرني الطبيب بأن الجنين بنت ولكن في المرة الأخيرة قال لي حرفيا بأنه لولا متابعتي من البداية لأخبرني أن الجنين ولد؛ بسبب وجود تضخم في العضو التناسلي، وبعد ذلك في الأسبوع ال 35 جاءني الطلق، وظللت6 ساعات على هذه الحال، وقرر الطبيب الولادة بسبب وجود انفصال في المشيمة، وأخبرني مؤخرا بأن الماء حول الجنين كان بلون الحمرة، ولا يعلم هل هذا بسبب الانفصال أم لسبب آخر؟

ولد الجنين -رحمه الله- بوزن ١١٥٠ جرام، وعند عمل السونار له في الحضانة علمنا أنه ذكر؛ حيث أن العضو التناسلي كان عبارة عن خصيتين بدون قضيب نهائيا، وأخبرني الطبيب في الحضانة أنه يحتاج علاجا هرمونيا ولكن ليس الآن؛ لأن مشكلته الأساسية قلة الحجم، وبعد مرور أسبوع على ولادته اكتشفنا ثقبا في القلب بحجم 3.8 مل، وبسببه لا يقبل الجنين الرضاعة مع العديد من المحاولات، ولكن توفاه الله بعد 28 يوما في الحضانة.

السؤال هنا: ما هو السبب الرئيس لصغر حجم الجنين؟ وهل للأم أي دخل؟ لأني بالفعل كان وزني قبل الحمل 48، وفي الولادة وصل لـ 53 فقط، كما أود معرفة ما الذي يجب علي فعله لتجنب أي مشكلة في المرة القادمة، وما هي أقصر مدة بعد الولادة القيصرية كي أحمل مرة أخرى؟

مع العلم أن طبيبي طلب مني التأجيل من6 شهور إلى سنة، وطلب مني إجراء تحاليل للأجسام المضادة في الجسم، والتحليل الآخر اسمه cromosomal study ، لمعرفة سبب مشكلة الجنين، حيث أننا لم نتمكن من عمله بسبب كثرة الدم المطلوب من الجنين مع ضآلة حجمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة البرنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

إن نقص وزنك وعدم زيادته بالمعدل الطبيعي خلال الحمل ليس هو السبب فيما حدث للجنين، ومن خلال المعلومات التي وردت في رسالتك فهنالك احتمال لأن يكون لدى المولود مرض أو متلازمة مرضية نجمت عن خلل في الصبغيات أو المورثات المتوضعة عليها, أو عن خلل في بعض الانزيمات والهرمونات, وهنالك العديد من الأمراض والمتلازمات التي قد تسبب نقصا في النمو، مع وجود ثقب في القلب وخلل في تطور الأعضاء التناسلية.

ومن أجل إعطائك إجابة واضحة عن احتمال تكرر الحالة في الحمول القادمة –لا قدر الله-، فيجب معرفة اسم المرض أو المتلازمة التي أصابت الجنين, ولا شك بأن طبيب الأطفال الذي تابع حالة مولودك قد وضع بعض الاحتمالات الممكنة، أو رجح إحداها، أو لربما تأكد منه, وبالتالي يمكنك سؤال هذا الطبيب عن اسم المرض أو المتلازمة من أجل إفادتك بالتفاصيل وإخبارك باحتمال تكرر الحالة في الحمل القادم –لا قدر الله-.

إن تحليل الصبغيات، وتحليل الأجسام المناعية تعتبر استقصاءات هامة جدا في مثل حالتك, فهي قد تساعد في معرفة سبب المشكلة، وتحدد إمكانية علاجه -بإذن الله تعالى-.

وبعد العملية القيصرية ننصح السيدة بالانتظار مدة سنة كاملة قبل حدوث حمل جديد, وذلك حتى تندمل الندبة في جدار الرحم والبطن بشكل جيد، فتكون قادرة على تحمل ضغط الحمل الجديد, وهذا يزيد أيضا من احتمال حدوث الولادة بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً