الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة مستمرة في النوم تعيق تقدمي في تحقيق الأهداف، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 سنة، لدي أهداف كثيرة في الحياة أريد تحقيقها، أحس أن جسمي ودماغي لا يستجيبان لذلك، وأعاني من عدم الإشباع من النوم، حتى وإن نمت 8 - 9 ساعات، نشاطي بعد الاستيقاظ لا يستمر أكثر من ساعة، فأحس بطاقتي وحيويتي تضعف وتنقص، فأصبح بعدها كسولا، قلقا، قليل الخاطر، ضعيف التركيز، ذاكرتي تصبح ثقيلة، فأحس بالرغبة في النوم مرة أخرى.

قمت بالتحاليل اللازمة، فكانت النتائج جيدة من حيث الأمراض العضوية، من فقر الدم، أو نشاط الغدة الدرقية، كما أني مواظب على ممارسة الرياضة.

ومن خلال بحثي في الإنترنت وجدت الأمراض المتسببة الأخرى: النوم القهري، فرط النوم، انقطاع التنفس أثناء النوم، مشاكل الدورة الدموية، الاكتئاب وغيره.

فبالنسبة لانقطاع التنفس ومشاكل الدورة الدموية من خلال الأعراض، فأغلبها ليست عندي، أما النوم القهري، فأهم أعراضه شلل النوم، وهذا لم يحصل لي، بقي فرط النوم والاكتئاب.

أريد أن أعرف المشكلة والعلاج، لأنني أعاني كثيرا في حياتي اليومية، وأتمنى أن أجد المساعدة، حيث أن حالتي كل يوم تزداد سوءا.

شكرا مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: واضح أنك تعاني من مرض عضوي معين، لأن الفحوصات سليمة، المشكلة ذكرت بعضًا من ملامحها في استشارتك، أنك إنسان طموح ولك أهداف كثيرة تود تحقيقها، وهذا يعني أنك تفكر كثيرًا، وتحمل همًّا، وهذا ما يُسبب بعض المشاكل في النوم، وهنا مشاكل النوم تأتي بالنوم الكثير، أحيانًا يكون النوم هروبًا من الواقع أو حماية للشخص من التفكير الكثير وتجنب الضغوط التي يتعرض لها.

الأخ الكريم: يجب عليك ترتيب أولوياتك والبداية بالأشياء البسيطة التي يمكن تحقيقها في أرض الواقع، لأن هذا سيزيد الثقة في نفسك، ويُقلل التفكير وحمل الهمّ الشديد.

الشيء الآخر: عليك بتجنب النوم بالنهار حتى لو شعرت بالنعاس والتعب والإرهاق، وعليك بالنوم في الليل في وقت مبكر، لأن نوم الليل يكون أكثر إنعاشًا من نوم النهار، والنوم المبكر أحسن من النوم المتأخر، عادةً عندما تنام مبكرًا ليلاً فإن ساعات الليل كافية جدًّا لراحتك جسديًا ونفسيًا، تجنب السهر والنوم المتأخر، لأن هذا هو الذي يؤدي إلى إطالة النوم والإحساس بالتعب بعد الاستيقاظ.

الشيء الأخير: بعد أن تستيقظ من النوم عليك القيام مباشرة، والقيام بالاستحمام بماء بارد نوعًا ما، وتناول كوب من الشاي، والتحرك وعدم الرجوع إلى السرير مرة أخرى.

لممارسة هذه الأشياء مجتمعة من ترتيب النوم وتنظيم أولوياتك في الحياة -إن شاء الله- تتحسَّن وتعود طبيعيًا، ولا أرى أن هناك أعراضاً اكتئابية تتطلب تدخلاً دوائيًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً