الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من الذهان، فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب لدي أخ يبلغ من العمر 35 عاماً، يعاني من الذهان -الشك المفرط-، وقد أقر له الأطباء إبر كلوبيكسول 400 mg كل أسبوعين، وحبوب serocip300 مع كيمدرين 5mg.

ما رأيكم بهذا العلاج، وما هو الفرق بين دواء serpcip و olanzapin؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وأسأل الله تعالى لأخيك الصحة والعافية.

الخطة العلاجية خطة ممتازة، خطة علمية جدًّا، (كلوبيكسول Clopixol)، بجرعة أربعمائة مليجرام كل أسبوعين، هذه تُعتبر جرعة ناجعة جدًّا للأمراض الذهانية، خاصة مرض الفصام، وقطعًا الشك هو أحد السمات الرئيسية للأمراض الفصامية، ودائمًا نتائج العلاج تكونُ ممتازة جدًّا في هذه الحالات، إذا التزم المريض بالعلاج.

فإبر (كلوبيكسول) كخط رئيسي للعلاج وجوهري أنا أُقِرُّ ذلك تمامًا، أما بالنسبة (serocip) فهو (كواتبين Quetiapine)، أو الذي يُعرف تجاريًا باسم (سيوركويل Seroquel)، وبجرعة ثلاثمائة مليجرام جرعة ممتازة أيضًا، وتُعتبر مساعدة في النوم، دع هذا الأخ يتناولها مساءً، وهذا الدواء دواء ملطف أيضًا للمزاج، ويُساعد كثيرًا في علاج الذهان، لكن إذا أعطيناه لوحده يجب أن تكون الجرعة ستمائة مليجرام يوميًا، لكن في حالة أخيك هذا ثلاثمائة مليجرام كافية جدًّا، لأن (كلوبيكسول) -كما ذكرت لك- هو العلاج الرئيسي.

(كيمدرين Kemadrin) قد لا يحتاج له، لكن قد يكون أيضًا من الحكمة أن يتناوله، لأن إبر (كلوبيكسول) قد تؤدي إلى رجفة بسيطة في بعض الأحيان، والشعور بالتخشب أو بالانشداد العضلي، فأعتقد أن الطبيب قد وضع خطة علاجية ممتازة، أنا أقِرُّها تمامًا، ويجب أن تلتزموا بالعلاج وتُشجعوا هذا الأخ على مواصلة علاجه.

الفرق بين ( سيربسيب serpcip) و (أولانزبين olanzapin): السيريسيب هو الكواتبين -كما ذكرنا-، والأولانزبين يُعرف باسم (زبيركسا Zyprexa)، وكلاهما متشابهين إلى حد كبير، لكن الأولانزبين قد يكون أكثر قوة وفعالية، عيبه الأساسي أنه يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، وبعض الناس قد يكون لهم قابلية للإصابة بمرض السكر، أو ارتفاع الكولسترول.

الأولانزبين بجرعة عشرة مليجرام قد يكون كافيًا جدًّا، أما الكواتبين فيحتاج لجرعات أعلى -كما ذكرنا-، فأنا أؤيد الخطة العلاجية التي وضعها الطبيب، وأسأل الله تعالى أن ينفع هذا الأخ بها، ويا أخي الكريم: إذا كان هذا الأخ يُخزّن القات فيجب أن يبتعد من ذلك تمامًا، لأن القات يحتوي على مادة (كاثينون Cathinone)، وهي نوع من أنواع (امفيتامينات Amphetamine)، وهي قد تزيد الشكوك والظنانيات، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية لمرض الشك المفرط والظنان.

هذا تحوط مهم وددتُّ أن أنبِّه إليه، وفي ذات الوقت هذا الأخ يجب أن يُعامل بكل تقدير واحترام، وأن يُشجَّع على العمل، وألا نجعل دوره الأسري أو الاجتماعي يتقلص، العلاج التأهيلي مهم جدًّا، ودائمًا شجعوه على العمل وعلى التواصل الاجتماعي، وأن يؤدي صلواته في وقتها، وأن يهتمَّ بنظافته الشخصية، هذه -يا أخي- مكمِّلات أساسية للعلاج كثير من الناس يجهلونها.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً