الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي مصاب بالتهاب الكبد الوبائي، فهل له خطورة على الذرية؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، أبلغ من العمر 18 عاما، تقدم لخطبتي ابن عمتي، يبلغ من العمر 33 عاما، مصاب بفيروس الكبد الوبائي، لا أعلم أي نوع، ولكنه خامل، ولأنه في بلد غير بلدي طلبت منه بعض التحاليل باستشارة طبية، وبالفعل أرسلها، وعندما ذهبت للمختبر لعمل الفحوصات اللازمة للزواج نصحني الطبيب بعدم التحليل؛ لأنه لن يتنقل لي ذلك الفيروس، وأن خطيبي لا يحمل أي مرض وراثي، وبهذا لن ينتقل لي أو لطفالي مستقبلا.

أرجو إفادتي وشكرا لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التهاب الكبد (ب) هو التهاب فيروسي يصيب الكبد، وينتقل عن طريق إما وخز الإبر، أو الجروح، والعمليات الجراحية، وخاصة عند طبيب الأسنان، أو نتيجة الجماع، أو نقل الدم الملوث، ولا ينتقل عن طريق المصافحة أو عن طريق تناول الطعام مع شخص حامل له، أو العطس، أو الأكل من إناء واحد، وهذا المرض يمكن أن يشفى تلقائيا لدى90 إلى 95 بالمئة من المصابين دون الحاجة للعلاج، وإن 5 إلى 10بالمئة من الحالات تحتاج للعلاج، ويكون العلاج إما بأدوية فموية، أو إبر الانترفيرون.

ومعنى الشفاء أي الشفاء التام بإذن الله، أي لا توجد أي فعالية للمرض، وعندها لا يكون حاملا للمرض، ولا يتسبب بالعدوى لأي من أقاربه أو ممن يتعامل معهم.

في حالات الالتهاب الحاد تكون الأعراض شديدة، مثل التعب العام، والإرهاق، واليرقان مع القيء، ونقص الشهية، وآلام البطن، وآلام المفاصل والحرارة الخفيفة، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤثر المرض يؤثر على وظائف الكبد، وأن يؤدي للفشل الكبدي، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤدي لقصور في الكلية، وحتى خلل في وظائف الدماغ، أو السبات –لا سمح الله-.

أما إذا كانت الإصابة بالحالة المزمنة؛ فالمرض يكون خاملا، ولا يؤثر على وظائف الكبد، وفي هذه الحالة لابد من المتابعة المستمرة كل ستة أشهر للاطمئنان على عدم نشاط الفيروس، وتكون المتابعة عن طريق التحاليل؛ لأنه يوجد نوعان من الحالات المزمنة، حالات مزمنة غير فعالة، وحالات مزمنة، ولكن الإصابة فعالة ومستمرة، وفي بعض الحالات تكون الإصابة موجودة، ولكن في المراحل الأولية، أي أن وظائف الكبد لم تتأثر بعد بالإصابة، وهنا تكون فرصة الشفاء كبيرة بإذن الله.

والأفضل دائما هو الكشف الطبي قبل الزواج، وفي حالة إصابة أحد الزوجين عليه بإخبار الطرف الآخر، وأن لا يتم الزواج إلا بعد التأكد من الشفاء بإذن الله، والأفضل البدء.

أما إن حصلت الإصابة بعد الزواج؛ فالأولى أن يأخذ الطرف الآخر التطعيمات الخاصة بالتهاب الكبد ثلاث جرعات، وهي تحقق نسبة وقاية عالية، وأن يتم تحليل الدم للكشف عن فعالية اللقاح، ووجود المناعة الفعالة نتيجة التطعيم، والتطعيم ليس له تأثيرات جانبية، ولو كانت المناعة ضعيفة.

مع اتخاذ التدابير الوقائية باستعمال العازل أو الواقي الذكري أثناء الجماع.

نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً