الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ورجفة اليدين كلما خرجت من البيت أو واجهت الناس!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة جامعية عمري 21 سنة، أعاني من الخوف والقلق عند الخروج من المنزل لأي مكان، سواء كان مستشفى، أو عند تجمع الناس، أو ما شابه، حتى في الجامعة عند دخولي أشعر وكأني مراقبة، أعاني من توتر بسيط عندما أكون لوحدي فقط، أما عندما أكون مع صديقاتي، أو عائلتي، لا أشعر بالتوتر.

عند تقديم عرض تقديمي أكون في حالة خوف وتوتر وقلق شديد، لدرجة أن معدتي تؤلمني وكذلك القولون، ولا أعرف ماذا أقول، وأيضا رجفة باليدين وتغير في الصوت، لدرجة أني عند التفكير في العرض أصاب بالقلق.

لإرضاء الناس أفعل أشياء كثيرة، وهذا يضايقني كثيراً، وأشعر أن ثقتي في نفسي ضعيفة، أريد التخلص منه، لا أعرف ماذا أفعل؟ أريد حلاً لمشكلتي، لقد تعبت، عانيت منها كثيراً، حتى أهلي لا يعرفون عن حالتي.

أشكركم على هذا الموقع، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البنت العزيزة: هناك مشكلتان في استشارتك:

المشكلة الأولى: التوتر والقلق المصاحب للـ (برزنتيشن presentation) أو إلقاء محاضرة أمام جمع من الطلاب والطلبة والأساتذة، هذا رهاب اجتماعي أو قلق اجتماعي، وعلاجه يكون بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث يتمّ تعرُّضك إمَّا في الخيال أو في الحقيقة لمواقف مشابهة، حتى تقلَّ الحساسية ويزول القلق، ويمكن أن تتدربي على ذلك وأنت في المنزل بواسطة صديقاتك، أي تحاولي أن تعملي برزنتيشن في المنزل قبل موعدها أمام جمع من صديقاتك، ويتم هذا في عدة جلسات، حتى يزول القلق والتوتر المصاحب، ويستحسن طبعًا أن تكون هذه التمارين تحت إشراف معالج نفسي.

وهناك أدوية أيضًا يمكن تناولها وتُساعد، مثل الـ (زولفت) أو ما يعرف علميًا باسم (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، يتم تناول نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجرامًا – ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم حبة كاملة ليلاً بعد ذلك، وعادةً تذهب الأعراض في خلال ستة أسابيع أو شهرين، وتحتاجين للاستمرار في تناولها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ثم يتم سحب الدواء بتدرُّج.

أما الجزء الآخر من استشارتك فيتعلق بشخصيتك: أنتِ إنسانة حسَّاسة للغاية، لهذا تتأثَّرين بكلام الناس وآرائهم، وهذا أيضًا يمكن مساعدتك من خلال جلسات نفسية، تُسمى الآن هذه الجلسات (تقوية الذات)، حيث يقوم المعالج النفسي من خلال جلسات مُحددة بتمليكك مهارات لتقوية الذات أمام المواقف المختلفة التي تتعرضين لها في حياتك، ويكونُ هذا من خلال عدة جلسات، وبالتدريب المستمر، وإعطائك توجيهات بين الجلسات لتمليكك لتلك المهارات التي تجعلك تتصرفين في هذه المواقف، و-إن شاء الله- بعد فترة من الوقت تتخلصين من كل هذه الأشياء، وما زلتِ طبعًا صغيرة السن، وفي هذا السِّن دائمًا تكثر هذه الأشياء، ولكن أيضًا بعد التقدم في العمر تدريجيًا الشخص يكتسب كثيرًا من الخبرة في الحياة وفي شؤون الحياة، ويتخلص من هذه الأشياء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً