الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي مزيج من الانفعال والغضب الداخلي، مما يجعلني أخشى الكلام مع الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على الجهود المبذولة في هذا الموقع الذي يخدم الكثيرين، وفقكم الله لما فيه الخير.

أنا شاب عمري 27 سنة، عانيت الكثير في حياتي بسبب ما يحدث لي من إحراج وزعل، حيث أنني بدأت أبتعد عن الناس، وذلك لأنني في بعض الأوقات أقع في مواقف لا أستطيع التعامل فيها مع الناس، والرد عليهم، وأشعر أنهم سوف يسيئون فهمي، أو يوجهون لي كلمة تضايقني، وأزعل منها طوال اليوم، وأشعر دائماً أن الناس يعاملونني بأسلوب غير لائق، رغم أنني مسافر للخارج، وميسور الحال -والحمد لله-.

كذلك في العمل أخشى أن أواجه المدير خوفاً أن يفهمني خطئا، أو أضع نفسي في موقف، أو أتكلم كلمة تضيعني، فأتجنبه كثيراً، ولكن أثناء الكلام معه أكون متردداً وقلقاً، على عكس الناس تماماً.

لا أدري ماذا أفعل؟ أشعر أن جميع الناس ابتعدت عني، ولا أتكلم مع أحد كالسابق، حتى أصدقائي المقربين لي، بدأت أشعر بأنهم يبتعدون عني، وأجتنبهم لأنني أتضايق من أي كلمة منهم، وإن كانت مزاحاً ومن غير قصد، ولو كانت كلمة عادية يمكن أن يتقبلها أي شخص، ويتضح ذلك من ردوددهم علي، لذلك أشعر بالخوف من كلامي معهم، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا أدري ما هي ظروف طفولتك، وكيف قضيتها؟ وما هي الأحداث الحياتية التي مرَّتْ بك وأنت صغير؟

على أي حال: ما ذكرتَه في استشارتك عبارة عن سلوكيات ناتجة عن سمات في شخصيتك، وترسُّبات، وواضح أنك تعاني من الانفعال والغضب في داخلك، ولا تدري كيف تتحكّم في هذه الأشياء، وهذا ما يجعلك تتجنب الناس خوفًا من فقدان السيطرة، أو خوفًا من -كما ذكرتَ- قولُ أشياءٍ قد يفهمونها غير ما أردتَّ، ويفهمونها بفهم مغلوطٍ -كما ذكرتَ-.

هذه كلها سمات في شخصيتك -يا أخي العزيز-، ويمكن التعامل معها وتغييرها، وعادةً نحن نقول: أول خطوات التغيير هي: أن يعترف الشخص بهذه الأشياء ويرغب في تغييرها، وهذا ما حصل معك، وبعد هذا كل شيء ممكن، وهذه الأشياء لا تتغيَّر بالأدوية، فالمشاكل الناتجة عن سمات الشخصية عادةً لا تتغير كيميائيًا، تتغيَّر بالعلاج النفسي، تحتاج إلى معالج نفسي يقودك في رحلة من خلال جلسات نفسية قد تمتدّ لفترة من الوقت، وهذا المعالج سوف يُملِّكك مهارات للتعامل في المواقف المختلفة، وأيضًا قد يستمع إليك لإخراج ما في داخلك، إذا كان هناك شيء ما لم تذكره في هذه الاستشارة، ويمكن إخراجه من خلال الجلسات النفسية، وهذا يُساعد كثيرًا، فعليك بالتواصل مع معالج نفسي، والصبر والمتابعة معه، لأن هذا يحتاج إلى وقت، وكل شيء سوف يتغير -بإذن الله-، فهذه سمة من سمات الشخصية التي تُسبب مشاكل للشخص، ويتم علاجها من خلال جلسات نفسية لفترة من الوقت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً