الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى من شخصيتي المرهفة أن تعيق تقدمي الوظيفي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 33 سنة، صاحب الاستشارة رقم 2156693، مرت علي أربع سنوات، تغيرت كثيرا -بفضل الله عز وجل-، لقد انتقلت للعيش في جدة، بعد أن حصلت على وظيفة ضعف الراتب، وفي أقل من سنة خطبت وتزوجت بفتاة مرضية صالحة أحببتها وأحبتني، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة والتعب والسهر، حصلت على شهادة المحاسب الإداري منذ شهرين، والتي بذلت فيها جهداً عظيماً وجباراً.

كل ذلك أعاد ثقتي بنفسي -بفضل الله عز وجل- ولم تتوقف نعم الله علي، فلقد رزقني وظيفة جديدة لمنصب مدير محاسبة في شركة كبرى، ولدي 10 سنوات من الخبرة في مجال المحاسبة، وشهادتان، وأحب إتقان عملي، ما جعلني أهلا لهذه الوظيفة.

لكنني قلق من عدم النجاح في هذه المهمة الجديدة، لأن شخصيتي ليست بالقوية والحازمة، بل إن لدي روح الفكاهة والمزح، وأخشى أن يقلل الرؤساء والمرؤوسين من احترامي، وأصبح غير قادر على إدارة القسم، وأفشل في عملي.

أنا إنسان مرهف الحس، طيب القلب، ولا أضايق أحدا، ففي كثير من الأحيان لا أعرف كيف أتعامل مع الناس، إما أن أسكت وأكبت غضبي، وإما أصرخ عليهم وأبدأ بالكلام النابي، مشكلتي أيضا لا أعرف كيف أناقش وأفاوض، فأتأثر كثيرا بكلام الناس وانتقادهم لي، وبسلوكهم تجاهي، فإذا كلمني أحد بطريقة غير جيدة أو سخر مني واستهزأ بي (كما حصل معي في شركات سابقة)، أتضايق كثيرا وأفكر فيما قيل وما حصل لعدة ساعات، وهناك أناس كثيرون يتدخلون بعملي، وبأمور لا تعني لهم فأتضايق كثيرا، ولا أعرف كيف أضع لهم حدا، وأمنعهم من ذلك بطريقة ذكية، وأشخاص آخرين يجعلونني أضحوكة لهم، ويتسلون بي ويعلقون دائما علي.

أنا قلق من أن تقف شخصيتي عائقا لتقدمي وإثبات نفسي، فما توجيهكم لي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نبارك لك ذلك النجاح، ونتمى لك مزيدا من التقدم والخير.

طالما حصلت على هذا النجاح التقدم، فيحب أن تستفيد منه في بناء الثقة بنفسك وقدراتك، وتحاول التخلص من سلبياتك وقصورك، فأنت شاب جيد وطموح، ولك قدراتك الجيدة، فلماذا تشعر بالضعف وعدم الثقة بالنفس؟ استعن بالله، وحاول التخلص من سلبياتك وصفاتك غير الجيدة، وأمل خيرا وتفاءل -وإن شاء الله- تنجح في مهمتك، ووظيفتك الجديدة.

ننصحك بمزيد من القراءة والاطلاع على عدد من الكتب التي تنمي المهارات الذاتية، والصفات القيادية في الشخص، وشارك في بعض الدورات التدريبة التي تنمي نلك المهارات والصفات، وخفف علاقاتك واختلاطك بكل من تشعر منه بالاستفزار والاحتقار، وجالس الجادين، وأصحاب الاخلاق العالية، واستفد من خبراتهم، وتدرب على الصمت والصبر والتحمل أثناء مقابلتك للآخرين، ولا تتجاوب مع الاستفزازات، ولا تلتفت إلى المثبطين، ولا تفكر في كلامهم بل حاول نسيانه.

استفد من أخطائك، وحاول ألا تكررها، وشجع نفسك، وابن فيها الثقة، وإياك والاستسلام للخواطر التي تشعرك بالضعف، وخفف من المرح والفكاهة مع العاملين معك، واجعل لها أوقاتاً محددة، واستعن بالله، وثق به، وكلما حصل لك قلق أو تضايقت نفسك اذكر الله وسبح واستغفر، وكن أكثر اتصالا بالله، فالتوفيق بيده سبحانه يمنحه من يشاء من عباده، وعليك بالدعاء بالسداد والرشاد والتوفيق.

وفقك الله لما تحب وترضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا اسيا

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً