السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاف من إيذاء الناس أو أن أتسبب في موتهم، وأخاف من إيذاء أولادي، وعندما أمرض لا أذهب إلى الطبيب بسبب الخوف من انتقال أو نقل العدوى، أرجو أن تساعدوني، فأنا أخشى أن أكون سببا في موت شخص ما، وأحاول تجنب هذه الأفكار، أتمنى الشفاء من هذا الوسواس، والعيش بحرية وسلام.

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري هو عبارة عن فكرة تتسلل إلى أفكارنا، وتتكرر باستمرار، ولا نستطيع التحكُّم فيها، بالرغم من محاولة مقاومتها، وتُسبب القلق والضيق لنا، وعادةً معظم المحاور التي تكون فيها الوساوس القهرية إمَّا تكون في العنف، أو الجنس، أو الدين، وما يحصل معك ما هو إلا نوع من الوسواس القهري، تكرار فكرة إيذاء الآخرين، أو التسبب في الضرر لهم: هذه فكرة وسواسية.

إذًا عليك بعلاج وسواس القهري الذي تعانين منه، وعلاج الوسواس القهري إمَّا أن يكون بالأدوية، أو بالعلاجات السلوكية، أي العلاج السلوكي المعرفي، وهذا ما تحتاجين إليه، يستحسن لو اتصلت بمعالج نفسي ليضع لك برنامجًا مفصَّلاً للعلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم فيه تعليمك كيفية التخلص من هذه الأفكار الوسواسية، والفكرة عمومًا تتلخص في أنه يجب التوقف عن المقاومة، لأنها لا تُجدي ولا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن يجب تحويل تفكيرك إلى أشياء أخرى، عندما تبدأ هذه الفكرة في التكرار ما عليك إلا النطق بصوتٍ داخلي: (قف، قف، قف) وتبدئين في محاولة التفكير في شيء آخر، فكّري في شيء جميل حصل لك، رحلة سافرتِ من أجلها، إجازة ممتعة قضيتها ، أيام مفرحة مرت عليك مع الأهل أو مع الذين تحبينهم، وبهذه الطريقة بإذن الله يتوقف التفكير الوسواسي.

وإذا لم تستطيعي التغلب على الوساوس بواسطة العلاج السلوكي المعرفي فيمكنك التواصل مع طبيب نفسي ليصف لك دواء، حيث توجد أدوية كثيرة تساعد في التغلب على هذه الأفكار الوسواسية.

وفقك الله وسدد خطاك.