الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيبت زوجتي بجلطة في المخ وتأخر الكلام لديها إلى اليوم.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، جزى الله خيرا كل طبيب اتسع صدره لمريض، وأخلص له النصح، وشكرا لموقعكم.

لن أطيل عليكم، قدر الله عز وجل أن تصاب زوجتي -25عاما- بجلطة في المخ، بتاريخ 20 / 9 / 2016، وعلى أثرها تأثر الفص الأمامي والصدغي، وتم حجزها في المستشفى لمدة خمسة أيام، وأجرت بعض الفحوصات، ومنها أشعة الرنين، والأشعة المقطعية مرتين خلال تلك الفترة، وأظهرت نتائج الأشعة الثانية بأن هناك تحسنا في حالتها، وتم عرضها على أخصائي العلاج الطبيعي منذ اليوم الأول، وهي مستمرة حتى هذه اللحظة.

وضع زوجتي الحالي: هناك تحسن في وضع القدم اليمنى بشكل جيد جدا، فقد خرجت من المستشفى على أقدامها، واليد اليمنى تستجيب للعلاج الطبيعي بشكل ملحوظ -بفضل الله- وهي تجاهد نفسها للقيام ببعض الأعمال المنزلية التي تناسب حالتها الصحية، وذلك ضمن التأهيل الطبيعي، لكن الكلام لا يزال فيه مشكلة، فهي غير قادرة على تركيب الجمل، ذاكرتها لم تتأثر، وضعها النفسي جيد حتى الآن، لكنني أخشى من أن يوثر تأخر الكلام على نفسيتها بشكل سلبي، خاصة مع شعورها بتعافي الأطراف.

الفحوصات التي أجريت كالتالي:-
- رسم القلب سليم.
- ايكو القلب سليم.
- Protin c 67%
- Protin s 44%

لا تعاني من أي أمراض كالضغط والسكر، كانت تتناول حبوب منع حمل (جينيرا) لمدة أسبوعين قبل الإصابة، وسيدوفاج لمدة ثلاثة أشهر، وامتنعت عن تناول أي أدوية غير موصى بها من طبيب المخ والأعصاب، وأدويتها هي:
بلافيكس 75، قرص يوميا، اسبوسيد قرصين يوميا، لوسيدريل 500، قرص يوميا، ابيدرون 6 جرعات (1سم) لا تكرر، كليكسان تحت الجلد مرتين يوميا، لمدة أسبوعين، (somazina 10ml يوما بعد يوم)
(Cerebrolysin 5cm يوم بعد يوم)، ونصحني طبيب صديق بإجراء هذه الفحوصات:
Brain MRA and MRV

Lupus anti-coagulant
ANA
Factor 5 Leiden
Anti-thrombin level
Serum creatinine
RBS
PT
PTT

الطبيب المعالج قليل الكلام، ولا أستطيع أن أفهم منه الخطة العلاجية لزوجتي، مطمئن بالله، غير أنني قلق بشأنها، ولا أريد أن أدخر جهدا قد يعود عليها بالنفع، في انتظار تكرمكم بالرد.

عافانا الله وإياكم من كل مكروه، ورزقكم وأولادكم وزوجاتكم الصحة والعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وندعو الله تعالى أن يمن عليها بالشفاء والمعافاة الكاملة.

إن حصول مثل هذه الجلطة في مثل سن زوجتك يتطلب إجراء كل التحاليل التي يمكن أن تكشف السبب في حصول هذه الجلطة، على الرغم من أنها كانت تستخدم حبوب منع الحمل، والتي يمكن أن تسبب جلطة عند النساء، إلا أنه مهم جدا أن يتم إجرء فحوصات أخرى لأمراض يمكن أن تزيد فيها نسبة حصول الجلطة عند تناول حبوب منع الحمل، ولذا يجب إجراء التحاليل الأخرى التي طلبها الطبيب، فإن وجد -لا قدر الله- أي مرض آخر أدى إلى حصول الجلطة فإنها قد تحتاج للعلاج.

وقد وجد في دراسة حديثة على 1.6 مليون سيدة، أن نسبة حصول جلطة مع تناول حبوب منع الحمل نسبة ضئيلة، وتزيد هذه النسبة مع زيادة عمر السيدة، وتختلف نسبة حصول الجلطة حسب نوع حبوب منع الحمل، فكلما زادت نسبة الأستروجين فيها زادت إمكانية حصول الجلطة.

أما إن كان السبب فقط من حبوب منع الحمل، ولا يوجد عامل آخر سبب عندها الاستعداد لحصول الجلطة مع تناول حبوب الحمل، فإنها لا تحتاج للعلاج.

والسبب في تأثر الكلام، هو أن منطقة التحكم في الكلام هي في الفص الأمامي الذي تأثر عندها بالجلطة، ويعتمد التحسن على مدى التضرر الذي حصل في هذه المنطقة، وهناك حالات عادت فيها القدرة على الكلام تماما، والذاكرة ليس لها مكان واحد في الدماغ، وإنما هي عملية موزعة على العديد من الأماكن في الدماغ، فالذاكرة قصيرة الأمد مكانها مختلف عن الذاكرة طويلة الأمد، وعن أنواع الذاكرة الأخرى.

الأمر كما وصفته مطمئن -الحمد لله- فقد عادت حركة الطرف السفلي إلى وضع جيد، ونرجو من الله أن يمكن عليها بالشفاء الكامل،
وكما ذكرت فإن عودة الأمور للوضع الطبيعي تعتمد على مدى تضرر النسيج الدماغي في الأماكن التي حصلت فيها الجلطة، وهذه يمكن للطبيب المشرف عليها والمطلع على صورة الرنين المغناطيسي أن يقدرها، لا تنسى أن تدعو في جوف الليل، قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، {وَقَالَ ربكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً