الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بأني لا أتنفس جيدا وينتابني خوف من حالة قلبي، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2321525)، الرجاء معاودة قراءتها لإعطائي الحل المناسب..

حالتي ازدادت أكثر، حيث أصبحت أعيش وكأني مخدر، أفكار مشوشة تدور في ذهني كل دقيقة، وكل لحظة، لم أستطع التخلي عنها.

أحس كأني لا أتنفس جيدا حتى أضع يدي على صدري وأطمئن أني أتنفس، ومرة أضع يدي على قلبي وأقول هو ينبض، مع أنها فكرة سخيفة في الحقيقة، ذهبت إلى الطبيب، وقال إن تنفسي عادي، وأن قلبي بحالة جيدة.

لكن ما يزال يدور في ذهني أن كل الأيام التي أعيشها وكأني عشتها من قبل، حتى في مكالمات الهاتفية والدردشة في الانترنت، وحديث الناس في الشارع، وكأني مررت وسمعتهم من قبل، ووسواس الموت يراودني كل دقيقة.

أخاف من الغد؛ لأني أعرف أن نفس الحالة ستبقى تراودني، وقد ذهبت إلى الطبيبة، وقالت بأن التشخيص الأولي هو: نوبة هلع، لكنها لم تعطني أيا من الأدوية.

انصحوني حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yaakoub حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ما ذكرته في رسالتك هذه هي أفكار ومخاوف وسواسية، حين تحسّ كأنك لا تتنفَّس وتضع يدك على صدرك لكي تطمئن أنك تتنفس، هذا خوف وسواسي ولا شك في ذلك، وربما يكون هنالك بالفعل نوبات هلع كما ذكرت لك الطبيبة.

شعورك كأن ما يحدث لك قد مرَّ عليك سلفًا، أو سمعته سلفًا، هذا أيضًا ناتج من القلق التوقعي الذي نُشاهده لدى بعض الذين يُعانون من الوسواس. والخوف من الغد أيضًا هو جزء من قلق التوقع.

فيا أخي الكريم: حقّر هذا الفكر السلبي، لا تلتفت إليه، اجعل حياتك مُفعمة ومليئة بالأنشطة الإيجابية، وأحسن إدارة الوقت، ومارس الرياضة والتمارين الاسترخائية، وهذا إن شاء الله تعالى سيفيدك، واحرص على صلاتك في وقتها، واجعل صلاتِك الاجتماعية قوية ووطيدة، وفعالياتك داخل الأسرة أيضًا يجب أن تكون من الطراز الأول. هذا كله يصرف الخوف ويصرف القلق ويصرف الوساوس بإذن الله تعالى.

الدواء في حالتك جيد، والدواء مفيد، وإذا ظلَّت هذه الأعراض موجودة بالرغم من محاولاتك السلوكية للتخلص منها، هنا لابد أن تستعمل دواء، والأدوية سليمة، وأنت لا تحتاج إلاَّ لدواء واحد، أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، سيؤدي إلى فائدة كبيرة في حالتك.

يمكن أن تُراجع الطبيبة النفسية مرة أخرى في حالة أنك شعرت أنك تحتاج للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً