الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من العصبية والاكتئاب بسبب تراكمات سابقة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 33 سنة، متزوجة، وأم لأربعة أطفال، أعاني من العصبية الشديدة والحزن والاكتئاب، ولا يوجد ما يشعرني بالسعادة، أبكي دائما، وأشعر بتسارع نبضات القلب، أشعر أن النتائج تأتي عكس رغباتي، ولا أتقدم في حياتي، أنا وحيدة، بلا أهل، ولا صديقات، ولا يوجد من يفهمني، حبيسة البيت، أكره كل شيء، هل هناك علاج مناسب لي؟

علما أني تربيت على يد أم متسلطة، وأخاف منها جدا، ولا زلت أبكي على نفسي من الاضطهاد الذي تعرضت له، كانت تقرر عني كل شيء، زواجي ودراستي وحياتي، ولم يكن لي حرية اتخاذ القرار، والآن أيضا حياتي معقدة، حتى من الناحية المادية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هنالك ما هو أفضل لحالتك من القرب من الله تعالى، فالقرب منه أنس وسعادة، فمن وجد الله فماذا فقد؟ ومن فقد الله فماذا وجد؟ وذكر الله تعالى بتلاوة كتابه الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، طمأنينة للقلب وراحة وسعادة، وإزاحة لهموم الدنيا، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وتقوية الإيمان والإكثار من الأعمال الصالحة، مجلبة للحياة السعيدة، يقول ربنا جل في علاه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، والمداومة على بعض الأدعية المأثورة عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- علاج ناجع لإزاحة الهموم، كقوله: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، وكلزوم الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، وكشف الضوائق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟ (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أمك لا يجوز لك أن تصفيها بالمتسلطة ولا بالمضطهدة، فما قامت به كله بنظرها لمصلحتك، وإن كنت ترين أن الطريقة خاطئة، فما هنالك أحد أحن عليك وأحرص على مصلحتك منها، فأكثري لها من الدعاء، فذلك من البر، فهي سبب في وجودك، وأتمنى أن تنظري للحياة بإيجابية، فالرسائل السلبية التي تعطينها لنفسك يتبرمج عليها عقلك، وينبني عليها تصرفاتك، بل ينعكس ذلك على تربية أبنائك وسلوكياتهم.

ومن العلاجات كذلك القرب من زوجك، والاهتمام به في كل أمر، ومشاركته همومه، والتأسيس للحوار الهادئ والبناء فيما بينكما، والتعاون على حسن تدبير البيت واحتياجاته، وترتيب أوقاتكما وحسن استغلال أوقات الفراغ والإجازات بالخروج للتنزه مع الأبناء، فكم يشعر المرء بالسعادة الغامرة حين يرى أبناءه يلهون ويلعبون في الحدائق والمتنزهات، وهم يصرخون وينادون أباهم وأمهم.

وعليك بالتضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يفرج همومك، ويوسع لك في رزقك ورزق زوجك، وعليكما العمل بأسباب جلب الرزق، والتي يمكنكما أن تطلعا عليها في بعض المواقع على شبكة الإنترنت.

أسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يسعدك في حياتك، ويوسع في رزقك، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً