الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تعب وإرهاق وفقدان للتركيز والشهية والدوخة.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشكر الموصول لكلم على المجهودات الجبارة، وأريد طرح استفساراتي حول حالتي الصحية.

شاب عمري 19 سنة، وزني 57 كلغ، قبل شهر بدأت أحس بالتعب وقلة الراحة، ثم تطور الأمر إلى كثرة التفكير، وقلة النوم، وضعف الشهية، تناولت دواء سولوتيك 50، نصف حبة صباحا؛ لأنني استفدت منه في الماضي، بعد تناوله شعرت بتسارع ضربات القلب، قابلت الطبيب ونصحني بإيقاف الدواء، ووصف لي جالفور، ومحلول سيلبيران -سولبيريد- قبل النوم ليلا.

بعد المداومة على الدواء لم تتحسن حالتي، أصبحت كثير التوتر والتفكير في حالتي الصحية، وبسبب قلة الشهية، وعدم انتظام النوم، والأرق، وتساع ضربات القلب، والتعب، والدوخة، والرغبة بالتقيؤ، ذهبت إلى طبيب الأمراض الباطنية، وبعد الكشف وصف ثلاثة أدوية: كييتيل -برومازيبام- 6 ملغ، نصف حبة قبل النوم، وربع حبة صباحا, ودواء إيزوبتيل، قطرات 40 ملغ، ملم 3 قطرات ظهرا، والهلام الملكي صباحا، وأوصاني بتحليل هرمون الغدة الدرقية، والنتيجة كالتالي tsh :1.31 UI/L.

تحسنت حالتي قليلا لمدة يومين، وعادت أعراضي: التعب، والدوخة، وقلة التركيز، والنوم المتقطع، والغصة في العنق، وتسارع ضربات القلب التي ترتفع عند أي مجهود، وتكون بين 80 إلى 90 في فترة الراحة والاستلقاء، وتزيد إلى 100 فأكثر عند الوقوف، وأحيانا تكون غير منتظمة القوة، ولدي عدم انتظام في التنفس.

من حين إلى آخر أشعر بالوجع في الجهة اليسرى للصدر جهة القلب، أخاف كثيرا من ذلك، وفي آخر يومين أحسست بشيء غريب، أصبحت أفقد تركيزي، وتسود لدي الرؤية، وأشعر كأنني سأموت، ولدي انقباض في الجهة اليمنى للرقبة، وأعاني من ارتفاع حرارة تلك المنطقة، وأعاني من انقباض اليد اليمنى، قلت الأعراض قليلا بعد التقيؤ والتشهد والاستغفار.

لا أغادر المنزل هذه الأيام بسبب شعوري بالتعب الشديد، والدوخة، وفقدان الرغبة بأي شيء، علما أنني شخصية حساسة، ولا أطيق المرض إطلاقا، وعند الذهاب للدكتور يزيد توتري، ولا أحتمل أجواء المستشفيات والمخابر خاصة.

ما تشخيصك لحالتي - يا دكتور-؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ وماذا يجب أن أفعل؟ فحالتي النفسية متدهورة بسبب التعب، وسبب روتين المرض، والتفكير في عدم التحسن، وعدم اللحاق بالدوام المدرسي الذي ينطلق مع حلول العام الجديد؟

ولكم مني فائق الاحترام والتقدير وأدعية الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أنا أعتقد أن الجانب النفسي واضح جدًّا في حالتك هذه، وأعتقد أن قلق المخاوف وربما شيء من نوبات الهرع البسيطة هو الذي يُسبب لك الأعراض التي تشتكي منها.

وأنتَ قمت بكل الفحوصات الطبية الهامَّة، لكن أنا أرى أيضًا أن تقابل طبيب القلب، وهذا لا يعني أنك مُصاب بمرض في القلب أبدًا، لكن من الأفضل أن يتم رسم القلب، وربما يعطيك الطبيب جهاز يُعرف باسم (هولتر)، وذلك لرصد ضربات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة، هذا الفحص سوف يُطمئنك تمامًا، لكن إذا لم يكن هنالك إمكانية لهذا الفحص -وليس فحصًا صعبًا- فلا تتعب نفسك وتغاض عنه، وكل المطلوب منك هو أن تُنظم حياتك لتُجهض هذه المتاعب النفسية وتسارع ضربات القلب.

أولاً: يجب أن تتجنب النوم النهاري، وأن تعتمد على النوم الليلي، أن تُطبق تمارين استرخائية بكثافة، وفي استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، أشرنا لكيفية ممارسة هذه التمارين، فاحرص عليها تمامًا.

وكذلك تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، هذا سوف يزيل القلق والتوتر، ويزيل عنك التعب الشديد وكذلك الدوخة.

هذه الأمو مطلوبة وأراها مهمَّة جدًّا، ولابد أن تخرج من المنزل، أن تتواصل مع أصدقائك، أن تحرص على الصلاة في جماعة، أن تُرفِّه عن نفسك بما هو جميل، وأن تُدرك قيمة العلم، ولا تتأخر من الدراسة أبدًا، لا تتبع مشاعرك، لا تتبع أفكارك السلبية، كن إيجابيًا من هذه الناحية، و-إن شاء الله تعالى- تتحسَّن أمورك تمامًا.

أنصحك أيضًا أن تبتعد من الإكثار من شُرب والشاي والقهوة والكولا والبيبسي، كل محتويات الكافيين لا ننصح بها حقيقة، لأنها تؤدي إلى التوترات وتسارع في ضربات القلب.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: عقار (برومازيبام)، الذي أعطاه لك الطبيب، جرعة ستة مليجرام جرعة كبيرة جدًّا، وبقية الأدوية لا بأس بها، لكن الدواء الأفضل في حالتك هو العقار الذي يعرف باسم (سبرالكس Cipralex)، ويسمى علميًا (استالوبرام Escitalopram)، هذا هو الدواء الأفضل، يُضاف إليه جرعة صغيرة من دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal)، ويُسمى علميًا (بروبرالانول propranolol)، فأرجو أن تستشير طبيبك في هذه الأدوية التي ذكرتها لك، وإن وافق على استبدالها فقم باستبدالها.

فحوصات الغدة ممتازة، وهذا أمرٌ جميل، أنا أعتقد أن المخاوف هو الأصل في أعراضك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً