الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغرقت في التفكير مما سبب لي أزمة نفسية

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة نفسية، أحب الحياة وأقوم بواجباتي على أكمل وجه، وقبل أربعة أشهر انصدمت بنتيجة كنت أتوقع عكسها، ومن شدة المفاجأة أغرقت في التفكير فيها وتحليلها من كل النواحي، والتفكير السلبي طغى علي كل شيء، بعدها أدركت أني في دائرة لا أستطيع الخروج منها.

التفكير مستمر، وفي كل ثانية أنام وأستيقظ من النوم، ونفس الفكرة برأسي، سببت لي أزمة نفسية، لا أستطيع عمل شيء، ولا أخرج ولا أقدر على التفكير بشيء، غير هذا الموضوع سيطر على تفكيري وحياتي، وتدهورت صحتي!

ذهبت إلى طبيبة نفسية، وقالت: اكتئاب، ووصفت لي سيبرالكس 20 استخدمته شهرين ونصف كاملة من دون تحسن، بل ازدادت حالتي سوءاً، وأنا لا أستطيع زيارتها مرة أخرى، لأن أهلي لا يؤمنون بالطب النفسي، وبعدما رأوا أني لم أتحسن على السيبرالكس قالوا كلها أكاذيب، لا يوجد دواء ينفع، وأنا حالتي سيئة جداً.

أريد أن أتحرر من هذا الموضوع الذي برأسي، وأعيش حياتي الطبيعية دون هم أو تفكير، أريد أن يكون هذا الموضوع في طي النسيان، لكن لم أستطع، أشعر بصداع شديد، وخمول، ذهب النشاط ذهبت الحيوية، أصبح تفكيري سلبياً، أتمنى منكم مساعدتي والدعاء لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لم تذكري بالضبط ما حدث قبل أربعة أشهر، وأثَّر عليك كل هذا التأثير، وقلبَ حياتك رأسًا على عقب، وأصبحتِ كثيرة التفكير به ومشغولة به.

على أي حال: واضح أن هذا هو المهم، هذا الحدث الذي حصل معك هو مربط الفرس، هو الذي جعلك الآن تُفكرين هذه الأفكار السلبية، وتشعرين بالإحباط والاكتئاب والإجهاد، وهذه الأشياء – أي حدوث شيء ما في حياة الشخص – تؤثِّر عليه تأثيرًا نفسيًا مباشرًا، والعلاج يكون نفسيًا وليس دوائيًا، لابد من علاج نفسي لهذه الأشياء من خلال جلسات نفسية، لكي يتمكّن الشخص من التعامل مع ما حدث معه، إمَّا بتقبُّله أو بالتعايش معه، وتدريجيًا تتحسَّن حالته.

أنا أوافق أهلك في أن الأدوية لا فائدة منها بالنسبة لك في هذا الوضع، ولكن لا أتفق معهم في عدم الضرورة للذهاب إلى الطبيب النفسي، لأن الطبيب النفسي في هذه الحالة يقوم بعمل تقييم للحالة، ومن ثم وصف العلاج.

الحالة أو ما أصابك يحتاج إلى علاج نفسي، إلى جلسات نفسية، وغالبًا لا يستجيب من الأدوية النفسية، تحتاجين إلى جلساتٍ نفسية مع شخص تجلسين معه لعدة جلسات حتى يُساعدك في التخلص من هذه الأشياء، ويمكن إقناع الأهل بهذا الأمر، بأنك سوف لا تستعملين الحبوب، لكنك تحتاجين إلى علاج نفسي من خلال معالج نفسي ومن خلال جلسات نفسية مستمرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً