الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوقفت علاج نوبات التشنج عند ارتفاع الحرارة الخاص بطفلتي.. فهل من خطورة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل فترة كتبت لكم عن حالة ابنتي، والآن أكتب مرة أخرى لأنني أريد الاطمئنان أكثر.
عمر ابنتي سنتان وعشرة أشهر، عانت طفلتي حينما كانت بعامها الأول من التهاب اللوز، وارتفاع الحرارة -38.5-، وحدث معها أول تشنج وهي نائمة، ثم فجأة بدأ جسمها بالارتعاش، وتحول إلى اللون الأزرق، وارتفعت عينها إلى الأعلى، ثم خرج اللعاب من فمها، بعد ذلك بدأت تستعيد أنفاسها بصعوبة، أخذتها إلى المستشفى، وكانت غير واعية بشكل كامل، ظلت بالمشفى لمدة خمسة أيام، وتشنجت مرة أخرى ونحن في المستشفى في الصباح.

تم إجراء جميع التحاليل اللازمة، كلها سليمة، وطلبوا أخذ عينة من النخاع، ولكننا رفضنا، وكان تشخيص الحالة بأنها التهاب اللوز، خرجت الطفلة من المستشفى بعد تحسن حالتها، وأكملنا العلاج في المنزل، وبعد ذلك بدأت تراودها الحالة بشكل مستمر، بعد شهر أحيانا، وفي أحيان أخرى بعد أسبوعين، أو شهرين، وفي كل مرة تتشنج ثلاث مرات في اليوم، وأحيانا تكون درجة الحرارة -37.7-، أقيس أجدها -36.7-، وبعد التشنج -38.7-، وأحيانا -39-، ولا أدري هل حدث التشنج مع الحرارة أم لا؟

قبل ثمانية أشهر تشنجت، والآن تشنجت خمس مرات، وبعض التشنجات لا يفصل بينها سوى ساعتين، أخذناها إلى المستشفى، وباتت بالمشفى يوما واحدا، تم إجراء التحاليل والأشعة اللازمة، وتم أخذ عينة من النخاع، المشكلة بأن الطبيب لم يتمكن من أخذ العينة.

علما أن الطفلة لم تقاوم، حاول تسع مرات دون جدوى، فطلب زوجي منه التوقف، وخرجنا من المشفى باليوم التالي، تحسنت الطفلة ولم تعاودها الأعراض إلى اليوم -بفضل الله-.

قمنا بعدها بإجراء تخطيط الدماغ وكان سليما، وأجرينا الأشعة المقطعية وظهرت سليمة، تم صرف علاجا كيبرا لمدة عامين، لكننا في التشنج الأخير استخرنا الله في إعطاء الطفلة الدواء، لكن زوجي رمي العلاج في اللحظة الأخيرة، ثم أخذنا الطفلة إلى المستشفى وطلب الطبيب بإيقاف الدواء إلى حين التأكد من التخطيط، علما أن الطبيبة التي صرفت العلاج لم يتبين بالتخطيط لديها أن هناك شحنات، لأن الشحنات منها ما هو سطحي، ومنها ما هو عميق، ولا يمكن كشفه بالتخطيط.

لم تعاني طفلتي من التشنجات منذ ثمانية أشهر، لكنها تعاني من الحرارة واحتقان الأنف، وتصل درجة الحرارة إلى -38.2- دون تشنج، صحتها الآن أفضل، وتركت الرضاعة وأصبحت تأكل بشكل جيد، وبعد شهر ونصف لطفلتي موعد عند استشاري المخ والأعصاب للأطفال.

هل أخطأت في عدم إعطاء الطفلة الدواء؟ وهل ستعود التشنجات مرة أخرى؟ وهل يمكن أن تكون مصابة بالصرع؟ أتمنى الإفادة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعتمد تقييم التشنجات الحرارية على عدة عوامل:

1- مدة التشنج قصيرة أم أطول من خمس عشرة دقيقة.

2- درجة الحرارة التي يحدث عندها التشنج فوق 39 درجة مئوية أو أقل.

3- العمر الذي بدأت فيه التشنجات قبل ستة شهور، أو بعد ست سنوات، أو ما بينهما.

4- عند عمل تخطيط لكهرباء المخ (رسم المخ)، ما بين نوبات التشنج هل يوجد نشاط كهربائي غير طبيعي أم لا؟

تبعا لما ذكر سلفاً يتم تصنيف التشنجات الحرارية إلى نوعين:

الأول: التشنج الحراري البسيط لا يستلزم علاجاً ما بين نوبات التشنج، وغالباً ما يختفي مع التقدم في العمر، ولا يترك آثاراً سلبية على الطفل.

النوع الثاني: التشنج الحراري المركب، والذي يكون فيه هناك مشكلة تستلزم العلاج المثبط للتشنجات، والذي يجب أن يستمر لمدة بلا تشنج تتخطى العامين، ويستلزم المتابعة والانتظام في العلاج.

ما ذكرته من وصف لما حدث للطفلة فإن عدد نوبات التشنج كانت كثيرة، وارتبطت أحيانا مع درجات حرارة محدودة، ولذا أرى أن وجهة نظر الطبيب الذي نصحك بالبدء في العلاج مقبولة.

كون الفحوصات سليمة من تخطيط كهربائي، وأشعة مقطعية، فهذا أمر إيجابي، لكن أحيانا تكون الفحوصات سليمة والمريض تحدث له تشنجات، والأساس أننا نتعامل مع ما يحدث للمريض، والفحوصات الطبية في هذا المجال تساعد فقط، وليست الأساس في بدء العلاج أو إيقافه، وإنما حالة المريض واستمرار أو توقف التشنجات هي الأساس.

الآن وبما أنك لم تعط الدواء للطفلة، وهي لم تتشنج منذ ثمانية أشهر، فمن المهم أن يكون لديك ترمومتر لقياس الحرارة، وأن يكون لديك أدوية لخفض الحرارة، مع عمل كمادات للطفلة، والإسراع باللجوء لطبيب الأطفال عند تعرض الطفلة لارتفاع درجة الحرارة لتشخيص السبب، ومن ثم البدء في علاج الطفلة لإزالة أسباب ارتفاع درجة الحرارة.

في حالة -لا قدر الله- عادت التشنجات وتكررت يجب البدء في إعطاء الطفلة العلاج، والانتظام عليه مع المتابعة مع طبيب الأمراض العصبية عند الأطفال.

لا نستطيع بشكل قاطع التنبأ بما سيحدث مستقبلا من تكرار التشنجات من عدمه، ولذا نترك تلك الأمور لله العلي العظيم، ونتمنى للطفلة السلامة -بإذن الله-.

هذا والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً