الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد استخدام البروزاك أصبحت أعاني من عدم النوم

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 32 سنة، متزوج منذ 6 سنوات، وعندي ولد.

كنت أعاني قبل 6 سنوات قبل زواجي من اكتئاب ووسواس وخوف من المرض والموت، وقد استخدمت وقتها علاج بروزاك وشفيت من الحالة، وعدت إلى حياتي الطبيعية.

الآن وبعد 6 سنوات عادت لي تلك الحالة، بالإضافة إلى شعور غريب بالوخز واللسع في كافة أرجاء جسمي، مع إصابتي بالقولون العصبي، فذهبت إلى طبيبي النفسي، ووصف لي بروزاك 20 مجددا، وبدأت باستخدامه منذ 4 أيام حبة في اليوم بعد الغداء، ولكن تفاجأت بزيادة فظيعة في الأعراض، وتقريبا لم أنم منذ 24 ساعة، أرق فظيع، فراجعت الطبيب، فقرر إعطائي علاجا آخر وهو ميرزاجين 15 نصف حبة قبل النوم، ولكن عندما قرأت النشرة رأيت تحذيرا من استعماله مع البروزاك، وأن البروزاك يزيد من مفعوله، فخفت ولم أستخدمه، وأعاني حاليا من عدم النوم.

وملخص معاناتي: اكتئاب ووخز ولسع في الجسم، وعدم النوم بعد استخدام البروزاك.

أرجوكم ساعدوني، فلقد أثرت هذه الأمور على حياتي بشكل كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تجربتك مع البروزاك كانت ممتازة فيما مضى، والبروزاك قطعًا هو دواء رائع ولا شك في ذلك، ويتميز بطيف سلامته الممتدّ والطويل جدًّا، وهذا أمر مهم، لأن الفعالية لوحدها ليست كافية في تناول الدواء، إنما أيضًا السلامة.

ما حدث لك الآن من تفاعل سلبي مع البروزاك والذي تمثَّل في زيادة اليقظة وشيء من القلق، هذه الظاهرة معروفة، نُشاهدها في حوالي 10% من الناس خلال أسبوع أو أسبوعين من بداية العلاج، وبعد ذلك تختفي تمامًا.

الطبيب أحسنَ حين وصفَ لك الـ (ميرتازبين)، أو الذي يُسمى (ميرزاجين) أو (ريمارون)، هو دواء رائع جدًّا، دواء ممتاز لتحسين النوم وإزالة القلق والتوتر، وتحسين المزاج، ولا أعتقد أن هنالك تعارضًا حقيقيًا مع البروزاك بجرعة كبسولة واحدة –أي 20 مليجرام من البروزاك و15 مليجرام من المريتازبين– لا أظنُّ أن هنالك أي نوع من التعارض، لكن إذا كنت متخوفًا لدرجة كبيرة فيمكنك أن تستعمل سبعة ونصف مليجرام، إذا وصف لك الطبيب الحبة التي تحتوي على 30 مليجرام هنا تناول رُبْعها، وإذا وصف لك الحبة التي تحتوي على 15 مليجرام –وهي ليست متوفرة في جميع الدول– في هذه الحالة تتناول نصفها، وأنت لن تحتاج لها أكثر من أسبوعين أو ثلاثة بالكثير.

وإذا كنت متخوفًا تمامًا من هذا الدواء –أي الميرزاجين – فيمكنك أن تستعمل الـ (جنبريد)، والذي يُسمى علميًا (سلبرايد)، خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه، وتستمر على البروزاك بنفس الكيفية التي وصفها لك الأخ الطبيب المعالِج.

الدوجماتيل أو الجنبريد أو كما يُسمى علميًا (سلبرايد) ميزته أنه يُطفئ زيادة اليقظة التي تتأتَّى من البروزاك، دون أن يؤثِّر على فعاليته سلبًا، وهو أصلاً دواء مزيل للقلق، ويُحسِّنُ المزاج نسبيًا.

أخي الكريم: حاول أن تمارس التمارين الرياضية والاسترخائية، وتجنب النوم النهاري، واحرص على أذكار النوم، وثبت وقت النوم، وتجنب تناول الميقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة وكل محتويات الكافيين، تجنبها في فترة المساء، وأسأل الله لك نومًا هنيئًا، وحياةً سعيدةً .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً