الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهمال الزوجة لنفسها وتأثير ذلك على حياتها مع زوج شديد الرغبة في الجنس

السؤال

أنا إنسان متزوج، وزوجتي متوسطة الجمال، إنها سيدة بيت بالدرجة الأولى ـ أعني امرأة عاملة منظمة ـ وللأسف أنها لا تهتم إلا بما يطلبه المنزل، أعني من الناحية العاطفية لا تهتم بنفسها إطلاقاً! وأنا بكل صراحة شخص شره للجنس، ويعجبني الجمال، وبالتالي لا أجده عندها، وكلمتها عدة مرات في ذلك.

النقطة الحرجة هنا: الآن أنا أجد نفسي أتجه للبحث عن مفاتن المرأة في أخريات، تجدني أعاكس وأبحث عن الحديث مع الفتيات.

أعلم أنني أفعل الخطأ، وأراجع نفسي، وألومها، وأصارع نفسي، وأنا في عذاب شديد مع نفسي، وأقول يجب أن أترك هذا الفعل الحقير، وأجد نفسي أرجع مرة أخرى لذلك الأمر، وأنا شديد التعب والأرق الآن.

أرجو أن ترشدوني إلى الطريقة المثلى لهذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المحبوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يعينك على الخير أبداً، اللهم آمين.

تسلمت رسالتك، وعلمت بما تحويه من مشكلة تتعلق بزوجتك، وأنها ربة بيت وليست على درجة من الجمال.
أخي الكريم، أرجو أن أصارحك بالآتي:

1- ما هو ثابت بالتجربة من أن المظهر والشكل ليس دائماً، وإنما سرعان ما يذوب في نفس صاحبه، ألا تتفق معي أن الشخص يشتري أحسن سيارة كآخر موديل، ولكن بعد أن يركبها لفترةٍ تذوب في نفسه صورة الجمال، ويراها عادية، كذلك الحال إن اشترى بيتاً جديداً.

2- مهما كان جمال الزوجة وشكلها، فإنها بعد فترة تراها عادية بالنسبة لك، وربما تعلّق قلبك بأخرى ممن هي أقل منها جمالاً، ومن هنا فليس الجمال دائماً، ولكن الذي يدوم هو ما بالداخل من الخلق والدين والتعامل، فإذا كانت المرأة ذات خلق ينعكس في حبها لزوجها، وتعاملها معها، وصدقها، وعفتها، فمهما كان جمالها لا يؤثر ويكون زوجها أكثر تعلقاً بها، ومن هنا يا أخي أحسب أنك أطلقت لنفسك العنان، وغرّك الشيطان، فمثل زوجتك هذه يتمناها الآخرون.

ألم تسمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يضع فيه ضوابط الاختيار، (تنكح المرأة لأربع لحسبها، ومالها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين ترتب يداك)؟! وحذّر من أن يكون الجمال هو الدافع للزواج.

أتفق معك أن بعض النساء تنشغل بأمر البيت حتى تنسى واجبها تجاه زوجها، ولكن هذه علاجها عندك، فاجلس معها وصارحها بأنك تحب الجمال وتحب الجنس، وأنها يجب عليها التجمل لك، وإن لم تفعل فسوف تفتن، ثم بيّن لها أن رغبتك في تجملها وتزينها أكثر من رغبتك في تنظيمها لبيتها.

كما أن عليك أيضاً أن تتجمل لها، وتظهر لها بمظهر جميل، وتثيرها في نفسها.

أخي الكريم، إن النفس لأمارةٌ بالسوء، وإن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم، ولعلني أرى فيك عدم الاهتمام بجانب التدين، الأمر الذي يجعلك تتعلق بالنساء وتترك زوجتك، ويا أخي لم يخلق الإنسان شهوانياً، فتلك صفة البهائم، إنما خُلق الإنسان لرسالة سامية، ولهذا ركّب الله فيه صفة الملائكة، كما ركّب فيه صفة البهائم.

على الإنسان أن يسمو عن عالم البهائم والشهوات إلى عالم الملائكة بالعبادة والإقبال على الله والابتعاد عن المعصية.

عليك أن تُغذي روحك بكثرة العبادة، كما تغذي جسدك بالطعام، وعندها ستجد حلاوة الإيمان وتعرف أن طريقك هذا خطأ، وأن الله أنعم عليك بنعمة كبرى هي الزوجة الصالحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً