الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من ضيق الرزق حال العودة إلى بلاد الإسلام

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 28سنة، طالب جامعي في فرنسا، مشكلتي تكمن في أنني أريد الزواج، وأقيم هنا مع زوجتي؛ لأن المشكل عندي هو أنني أجنبي، وعندي إقامة طالب صالحة لمدة سنة، وكل عام أجددها حتى انتهاء فترة الدراسة، وكثرة الفتن هنا جعلتني أفكر في الزواج، مع أن الأمر ليس بالهين لقلة الفتيات الملتزمات هنا، فقد حاولت مرات ومرات، ولكن -مع الأسف- لم أجد فتاة مناسبة، فأنا شاب ملتزم، ولله الحمد.

أنا في حيرة من أمري ـ وأمثالي الكثير ـ! علماً أنني أريد أن أبقى هنا؛ لأن الحياة سهلة نوعاً ما! أعني يستطيع الواحد منا أن يجد عملاً، وهناك حقوق كثيرة! أم أرجع إلى بلدي الأصلي!؟ وهذا الذي أفكر فيه حالياً.

مع أن ظروفي الاجتماعية معقدة إن صح التعبير: فالمسكن غير واسع، وليس لدي عمل، ولا سكن مستقل، فأنا أسكن مع والداي، ولي أخت مطلقة، ولها أربعة أطفال، وكلهم يعيشون معنا منذ أربع سنوات.

ماذا أفعل؟ أرشدوني إلى طريق الصواب أأجلس هنا أم أرجع إلى بلدي!?

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nour25 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك في دراستك، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تعينك على دينك ودنياك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن العلماء نصّوا على حرمة إقامة المسلم في بلاد الكفر إلا لضرورة شرعية، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن أقام بين ظهراني الكفار وخالطهم.

هذا ما دعا العلماء إلى القول بحرمة الإقامة في هذه البلاد إلا لضرورةٍ شرعية، كطلب علم مهم للمسلمين لا يتيسر إلا في هذه البلاد، أو الدعوة إلى الله تعالى، أو العلاج من مرض لا يعالج إلا في هذه البلاد، أو السفر للتجارة العابرة.

أما الإقامة لغير الضرورة فلا تجوز شرعاً، وعليه فإن المطلوب منك الآن أولاً وقبل كل شيء أن تكرس جهودك للانتهاء من دراستك على وجه السرعة، ثم تعجل بالعودة إلى بلدك مهما كانت ظروفك بها؛ لأنها في جميع الأحوال بلاد الإسلام، وقد تكون في أمس الحاجة إليك، وعما قريب ستحصل على عمل مناسب تستطيع به أن توفر سكناً مناسباً، وتتزوج بامرأة صالحة تعينك على أمر دينك ودنياك، فاجعل هذا هدفك الأساسي، خاصةً وأن الحصول على فتاةٍ صالحة ملتزمة في هذه البلاد فيه شيء من الصعوبات كما ذكرت.

الأفضل لك -أخي- أن تجتهد في إنهاء دراستك، وأن تعجل بالعودة إلى بلادك بلاد الإسلام، وأن لا تشغل بالك بقضية الرزق أو السكن؛ لأن الله لو علم منك صدقاً وإخلاصاً سيجعل لك من كل ضيقٍ فرجاً ومن كل همٍ مخرجاً، ورزقك من حيث لا تحتسب، وهذا مما لا يخفى على مثلك أخي.

اعلم أن بلادك في أمس الحاجة إليك وإلى علمك، وأن وضعها لم ولن يتغير إذا تخلى عنها الصالحون من أمثالك، فتوكل على الله، وعد إليها وجاهد فيها لإقامة الحق والعدل والرقي والتقدم، وبأمثالك من الصالحين ستتحسن الأحوال وتستقيم الأمور، ويقضى على السلبيات، ويعز الإسلام إن شاء الله، فاجتهد في الدراسة، وأكثر من الدعاء أن يوفقك الله في دراستك، وأن يحفظك من مضلات الفتن، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة، وأن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك، وأن تعمل لخدمة دينك ورفع بلادك .

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً