الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري المتعلق بالعبادات وإمكانية علاجه وتأثير ذلك على الحمل

السؤال

أعاني من الوسواس القهري في عباداتي، وخاصة الطهارة، وقد أخذت العلاج لأكثر من سنة، لكني تركته حيث لا فائدة منه.

أنا الآن متزوجة وأخشى إن رجعت للعلاج أن يؤثر في الحمل، فبماذا تنصحونني؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا شك أن الوساوس القهرية المتعلقة بالعبادات والطهارة كثيرة ومنتشرة، وفيما نعلم أن حوالي 90% من المرضى يستجيبون لعلاجها بصورةٍ فعالة، لدرجة أنها قد تنقطع وتختفي تماماً.

ثانياً: العلاج يتكون من العلاج السلوكي، والعلاج الدوائي، وكلاهما مكمّلٌ لبعضه البعض.

العلاج السلوكي يقوم على مبدأ ما يُعرف بالتعرض لمصدر الوساوس مع عدم الاستجابة، بمعنى أن أعرض نفسي عمداً لمصدر وساوسي ثم لا أستجيب لها، فمثلاً في مثل حالتك يجب أن تحتّمي على نفسك أنك لن تعيدي الوضوء أبداً مهما كانت درجة التشكك، وإذا كنت بطيئة في وضوئك فيجب أن تحددي زمناً كخمس دقائق مثلاً لا تتعديها بأي حال من الأحوال، وإذا كنت من الذين يستهلكون كميات كبيرة من الماء فيجب أن لا تستعملي الحنفية أو الماسورة في الوضوء، وإنما تحددي كمية معقولة من الماء في إناء، ولا تزيدي عنها أبداً ...وهكذا .

قد أفتى العلماء والمشائخ جزاهم الله خيراً أن هذا يعتبر علاج مقبول من الناحية الشرعية، ويُشجّع عليه، فأرجو أن تبدئي في هذا البرنامج، ويا حبذا لو قدمت نفسك إلى إحدى المتخصصات في العلاج والإرشاد النفسي، وسوف تقدم لك إن شاء الله المساعدة الكافية .

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنت لم تطلعيني على الدواء الذي قمت باستخدامه ولم تستفيدي منه، ولكن عموماً أول دواء استُعمل لعلاج الوساوس وبصورةٍ فعالة يعرف باسم أنافرانيل، ثم أتت الأدوية الحديثة، والتي تنتمي إلى المجموعة التي تعرف باسم ( Ssris) ومن أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس في هذه المجموعة الدواء الذي يُعرف باسم بروزاك، والدواء الثاني هو الفافرين، ومن فضل الله تعالى علينا اتضح أن البروزاك لا يؤثر سلباً على الحمل حتى في فترة تخليق الأجنة، وهي الأربعة الأشهر الأولى.

عليه لا حرج ولا خطر مطلقاً بإذن الله إذا بدأت في تناول هذا العلاج الآن بجرعة كبسولة يومياً، ثم بعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم ( 40 مليجرام)، وتستمري عليها لمدة لا تقل عن ستة أشهر، بعدها يمكن أن تخفضيها إلى كبسولة واحدة، لمدة ستةٍ أشهر أخرى، وإذا قدّر الله وحصل حمل في فترة تناول الدواء فأرجو الاستمرار عليه، مع ضرورة الذهاب إلى طبيبة النساء؛ وذلك لأجل متابعة الحمل، وإجراء الصور التلفزيونية المطلوبة في مثل هذه الحالات .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً