الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوخة والدوار وعدم الاتزان الدائم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أولا أود أن أشكركم كثيرا على هذا الموقع.

أنا طالبة جامعية في السنة الأخيرة (تخرج) أبلغ من العمر 21 سنة، ظروفي المادية متواضعة، وعلاقتي مع أهلي والأصدقاء جيدة جدا، ومحافظة على عبادتي -الحمد لله-.

بدأت مشكلتي قبل 3 سنوات تقريبا عند دخولي للجامعة، بدأت معاناتي مع نوبات الدوار والدوخة؛ في البداية قمت بعمل رقية شرعية وفي نفس الوقت وإلى اليوم هذا لم يتغير أي شيء؛ فالدوار يلازمني وأنا داخل المحاضرة، في المطبخ، في الشارع، في الحافلة، في أي مكان، لازال يلاحقني مع طنين وخرخشة، وأيضا الإغماء حيث أكون واقفة أو أمشي أو جالسة ويغمى علي، أولا لا أشعر بشيء، لكن بعد فترة أسمع أصواتاً غير واضحة للذين من حولي، وتستغرق حالتي هذه من 1 إلى 4 ساعات، مع فتور وعدم مقدرتي على الحراك، وحتى في الحالة العادية وأثناء الصلاة أشعر بدوار فأسارع بالجلوس وأكملها جالسة، وعند المشي أشعر بأنني سأسقط يجب أن أستند لجدار لخوفي من الوقوع!

في البداية اعتقد الأطباء أنه ارتفاع الضغط ويتراوح ما بين 150/80 و 180/10، لكن بعد الفحص تبين أنه من قلق وتوتر وأن حالتي طبيعية، حيث فحصت القلب والكلى والعين وتحاليل الدم الكاملة، وكل شيء سليم جداً -الحمد لله-، بعدها نصحت بالتوجه لأخصائي أذن وأنف وحنجرة، قال أني أعاني من نقصان قليل في السمع، وأعطاني 24 bétaserc أو الهيستامين لمدة شهر، ولم تعط أي نتيجة، وعند عودتي له طلب مني مجددا تناول الهيستامين 24 و myltvitamine، وطلب مني إجراء IRM.

أنا متخوفة جدا، أصبحت قلقة من حالتي، وأشك في أنها حالة نفسية، وأن هذا لا يجدي بأي نتيجة، وأن حالتي مجرد اكتئاب، وأن كل هذه الفحوصات لن تنفع، لكن لأن أهلي يريدون ذلك قمت بتحميل العديد من الكتب النفسية لأحسن من حالتي وعصبيتي الشديدة.

أنا الآن مقبلة على امتحانات ولا أستطيع التركيز كل التفكير في حالتي، وحتى عند إجبار نفسي على الدراسة لا أستفيد شيئاً، وأجد نفسي لم أحفظ شيئاً. أنا متعبة جدا، أشعر أنه كابوس، حتى عند تجاوز حالتي والخروج والتنزه والذهاب للأقارب يعود الدوار من جديد، وعلى الرغم من هذا الصراع الداخلي النفسي الذي أعيشه إلا أنني مؤمنة بما قدر لي -والحمد لله-.

في الأخير آسفة على الإطالة، وأود استشارتكم ما هي حالتي؟ وهل تنصحوني بإجراء IRM؟ وهل حالتي نفسية؟ إن كانت كذلك فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب الأعراض الواردة في الاستشارة للدوار الذي تعانين منه؛ فإنها تتماشى لدرجة كبيرة مع دوار الأذن الداخلية، الدوار الدهليزي (VERTIGO) إذ أن أهم أعضاء الجسم المسئولة عن التوازن هي الأذن الداخلية أو (الدهليز) وفي حالات التعب والإرهاق أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي مثل (التهابات الأذن الوسطى، أو التهابات الجيوب، أو البلعوم) تتأثر الأذن الداخلية ويحدث هذا الدوار، وهو عادة يعتبر من الأمراض السليمة والتي يمكن أن تشفى عفويا، وإن علاج (BETASERC) يعتبر علاجا جيدا لهذه الحالة، والاستمرار عليه سيؤدي لتراجع الأعراض تدريجيا، والشفاء -بإذن الله.

أما بالنسبة للرنين المغناطيسي (MRI)، فيمكنك إجراؤه للاطمئنان، ولتأكيد التشخيص -باذن الله-،
وينصح في هذه المرحلة بالاسترخاء، ومحاولة تناسي وتجاهل المرض، والتركيز على الدراسة والجامعة والمستقبل، وستلاحظين تحسن الأعراض تدريجيا لحين الشفاء التام.

ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء: تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الالكترونية، وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر والقلق مثل: الكمون، والبابونج، واليانسون، والنعناع، وعصير الليمون، والبرتقال.

وإن ممارسة الرياضة اليومية وخاصة رياضة المشي والسباحة تعتبران من العوامل المساعدة على ذلك، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.

ونرجوا لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً