الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أصبح إنسانا عاديا ذا حياة صحية ووزنا مثاليا بدون أدوية نفسية!

السؤال

السلام عليكم.
الله يجزيكم بأحسن إحسان لما تقدمونه من خير للناس.

أنا طالب، عمري 21 سنة، تعرضت قبل سنتين لنوبات هلع حتى ذهبت لطبيب نفسي، وأعطاني sertraline 50 mg، وقال لي تناوله لمدة 5 أشهر، واتركه بعد الـ5 أشهر، وتراجعني فتحسنت كثيرا، وبعد مدة رجع لي الخوف وألم الصدر والخوف من أمراض القلب إلى آخره حتى وزني نزل كثيرا، حيث كنت 90 فأصبح 75، رجعت إلى الطبيب النفسي، فأعطاني deanxit مع sertraline50mg فتحسنت كثيرًا، وأصبحت أتناول الدوائين بدون الرجوع للطبيب، ولم أترك الدواء ولم أقلل من الجرعة لمدة سنتين تقريبا، كلما أردت أن أتركه تبدأ عندي المخاوف، وبقيت في تناوله فأصبحت جيدا جدا، أصبحت إنسانا عاديا، أحب الحياة، أحب أن أعيش، أكملت دراستي، ولكن بعد سنتين من تناول الدواءين بسبب انفتاح شهيتي، وتحسن حالتي النفسية زاد وزني كثيرا، ورجعت لوزني السابق، لكن أنا مستمر في أخذ الدواء وهو sertraline 50 mg و deanxit حتى يومي هذا، فقررت أن أترك الدواء وأبدأ بحمية، والحمد لله في فترة أسبوع نزل وزني 4 كيلو، وتركت الدواء لكن بعد أسبوع، صرت أعاني من الخوف من أمراض القلب، ومن الموت، والدوخة، وشحوب في الوجه، وأحس أن نبضاتي سريعة تذهب وتأتي في المعدة، فيزداد خوفي أكثر، ولدي كآبة وخفقان وتعب، حتى أني أحسد الناس الذين يعيشون بسعادة، وأنا الآن منذ أسبوع من ترك الدواء وحالتي تزداد سوءًا من خوف وتفكير بالموت، وألم في الصدر، وغازات، -أجلكم الله-، وأغضب من أبسط الأشياء.

أعلم أن هذه حالة نفسية، وبسبب الإدمان على الدواء لمدة سنتين، وتركه فجأة، لكن الخوف يسيطر على نفسيتي، ولا أريد أن أرجع إلى الدواء، أريد أن أصبح إنسانا عاديا ذو حياة صحية، ووزن مثالي بدون أدوية نفسية.

الجئ إلى الله، ثم إليكم لحل مشكلتي، وأرجو حلها.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، أخي اعتمادك على الدواء لم يكن إدماناً إنما كان اعتماداً نفسياً هذا الاعتماد جعلك تتجاهل الآليات العلاجية الأخرى، وأقصد بذلك الآليات السلوكية والاجتماعية، الإنسان لا بد أن يستصحب الدواء بالبحث عن الكيفية التي يعدل بها سلوكه ونمط حياته هذا مهم جداً، وحين توقفت عن الدواء، وقد يكون توقفك أيضاً مفاجئاً، هنا حدث لك ما حدث من الآثار الانسحابية، ورجوع لبعض أعراضك النفسية.

أيها الفاضل الكريم: قرارك بالتوقف عن الدواء هو قرار صحيح حتى وإن كان هذا الدواء ليس خطيراً، وبالمقابل وكمكافأة لذاتك يمكن أن تفعل الآليات السلوكية، أولاً من خلال التفكير الإيجابي، تحقير فكرة الخوف، أن تنظم وقتك، وتتخلص من الفراغ الذهني والزمني، أن تمارس أي نوع من الرياضة، أن تصر أن تكون شخصاً فعالاً في الصعيد الاجتماعي، بناء العلاقات الاجتماعية الصالحة والحميدة الجيدة وتوسيع النسيج الاجتماعي يحسن كثيراً الصحة النفسية، هذه هي الأسس التي يجب أن تعتمد عليها.

أنا أراك -الحمدلله تعالى- إيجابي التوجه خاصة فيما يتعلق بموضوع الوزن، وموضوع أن تستمر بدون دواء هذا كله جيد، وهذه العزيمة، وهذه الثقة بالنفس -إن شاء الله تعالى- سوف تجعلك تتغلب على الآلام النفسية البسيطة التي تمر بها الآن، أنا أعتقد أنك في ظرف أسبوعين إلى ثلاثة سوف تكون بصحة جيدة جداً سوف يختفي الأثر الانسحابي للدواء، لكن في ذات الوقت لا بد أن أذكرك مرة أخرى أن الرياضة مهمة جداً، وتنظيم الوقت، وأن تحرص على النوم الليلي، وتتجنب النوم النهاري.

أعتقد بهذه الكيفية تستطيع أن تعيش حياة طبيعية جداً، في خلال أسبوعين إذا لم تتحسن بصورة جيدة وبعد تطبيق ما ذكرناه هنا أقول لك -أخي الكريم- تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، ثم تناوله بجرعة نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أخرين، ثم توقف عن تناوله، هذا -أخي الكريم- قد يزيل أي آثار انسحابية متأخرة، ويجعلك -إن شاء الله- تحس بأنك أفضل، فيا أخي الكريم اسع لما ذكرته لك.

ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً