الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنت من الوساوس والرهاب مع البروزاك .. هل أستمر عليه؟

السؤال

أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري عن طريق أفكار سلبية تهجم عليه، وتناولت أدوية نفسية 4 سنين، أول سنتين سبرا بو والسنتين 2 لسترال، وبوسبار تحت إشراف الطبيب، والحالة تحسنت ولكن ليس التحسن الجيد، رغم أني كنت أتناول اللسترال بالطريقة الصحيحة بناء على تعليمات الدكتور، والآن غيرت إلى البروزاك عن طريق قراءة فوائده الكثيرة للرهاب والوساوس التي أعاني منها، وأحسست بشعور جيد جدا لم أحسه مع الأدوية السابقة.

سؤالي: هل أرفع الجرعة إلى كبسولتين بعد شهر من تناوله، أو أضيف له علاج يكمله؟ مع العلم أني أقوم بعلاج سلوكي قبل النوم، وأتناول البرزواك منذ أسبوع.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

من الأشياء المعروفة أن الأدوية تعمل من خلال منظومة كيميائية ومركَّبات فسيولوجية في الجسم، والأدوية تتفاوت في فعاليتها من إنسانٍ إلى آخر، يعني أن دواءً مُعيّنًا قد يفيد شخصًا ما ولا يفيد آخر، حتى وإن كانت الحالة المرضية متشابهة، والسبب في ذلك أن الجِينات تتحكّم في فعالية الأدوية، وما حدث لك ليس مستغربًا، أنت لم تستفد كثيرًا من الـ (لوسترال) بالرغم من أنه دواء جيد، ولم تستفد أيضًا من (بوسبار)، وها أنت الآن تستفيد من الـ (بروزاك).

فأقول لك: الحمد لله تعالى الآن وصلتَ إلى الدواء الجيد، الدواء المفيد، والبروزاك دواء نقي، دواء لنا تجارب طويلة معه جدًّا، حيث إنه قد دخل أسواق الدواء من سنوات طويلة، منذ عام 1988، وهو يُعتبر الأول في مجموعته، بل السَّابق في هذه المجموعة.

أقول لك – أخي الكريم –: يمكن أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وذلك بعد شهرٍ من تناول الدواء، ثم بعد ذلك استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر - أي: أربعين مليجرامًا في اليوم – وبعد هذه المدة اجعلها كبسولة واحدة يوميًا، حالتك -إن شاء الله تعالى- سوف تكون مستقرة، ويمكن أن تستمر على هذه الجرعة الأخيرة لمدة عامٍ مثلاً، بعد ذلك تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وأنا سعيد جدًّا – أخي الكريم – أنك حريص على العلاج السلوكي، وأريدك أن تُطوّر نفسك اجتماعيًا، وعلى الصعيد المهني، وأن تحرص على صلواتك، وعلى بر والديك... هذا كله يُحاصر تمامًا الرهاب الاجتماعي، وكذلك الوسواس، وأهم شيءٍ: تحطيم الفكر السلبي من خلال تجاهله واستبداله بالفكر الإيجابي المقابل له.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً