الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاني والدتي من تنميل في الأقدام وشعور بانتفاضة ودبابيس في الجسم، فما علتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

عندي استشارة تخص الوالدة –شفاها الله وشفى مرضى المسلمين-، عمرها 60 عاما، منذ 3 سنوات أصابها تعب في جسمها ولم تعد قادرة على النوم، كما تشعر بتنميل في رجليها، ذهبنا بها إلى شيوخ للقراءة عليها، وإلى عيادة باطنية، وأجرينا تحاليل، وظهر بأن الغدة لديها نشطة بعض الشيء، ونقص في فيتامين (د) استخدمت أدوية، وقمنا بإعادة التحاليل لها، وظهرت النتائج إيجابية، ولكن الوالدة لم تتحسن، وتطور الأمر، والآن هي تعاني من عدم التوازن.

ذهبنا بها إلى طبيب نفسي، والآن هي تستخدم علاجا نفسيا مع القراءة، ولم تتحسن إلى الآن، وتشعر بدبابيس وانتفاضة في أنحاء جسمها.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك الشفاء ولجميع مرضى المسلمين، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

الوالدة عُرضتْ على المشايخ للرقية الشرعية والقراءة عليها، وكذلك عُرضتْ على طبيب باطنية وطبيب نفسي، ولا زالتْ أعراضها كما هي، وشعورها بالدبابيس وانتفاضٍ في أنحاء جسدها تتطلب أن يفحص الولدة طبيب مختصّ في أمراض الأعصاب، وأنا أرى أنها تحتاج لفحوصاتٍ أكثر دقَّةٍ، فحص الدماغ عن طريق التصوير بالرانين المغناطيسي سيكون مُهمًّا، هذا على الأقل يجعلنا مطمئنين أنه ليس لديها علَّة عضوية أثَّرتْ على الجهاز العصبي المركزي، ومن ثمَّ انعكستْ على الجهاز العصبي الطرفي وظهرتْ في شكلِ دبابيسٍ وتنميلٍ في الأطراف.

وإن اتضح أن الجهاز العصبي المركزي – أي المخ – لديها سليم – ونسأل الله أن يكون على هذه الكيفية –، هنا الغالب أن الوالدة لديها نوع من الاكتئاب النفسي المقنَّع الذي لا يظهر في شكل عُسْرٍ واضحٍ في المزاج، إنما في شكل أعراضٍ جسدية، ومثل هذه الحالات موجودة، وفي هذه الحالة سيكونُ رجوعها للطبيب النفسي مطلوبًا، إذا طبيب الجهاز العصبي أكد أن كل شيء سليم.

وهنالك مضادات اكتئابٍ فعّالة منها: عقار (ديولكستين) والذي يُسمى علميًا (سيمبالتا) سيكون جيدًا، وسيكون مفيدًا إذا اتضح بالفعل أن الذي تعاني منه والدتك هو نوع من الاكتئاب النفسي.

فأرجو أن تتخذ الخطوات التي ذكرتها لك، وهي: عرضها على طبيب الأعصاب، ومن ثمَّ إذا اتضح أن كل شيء سليم ترجع بها مرة أخرى إلى الطبيب النفسي لبدء العلاج المضاد للاكتئاب بصورة مكثّفة أكثر، مع أهمية المتابعة.

بالطبع فيتامين (د) تعويضه ليس بالأمر الصعب ولكنه ضروري، وفحص الغدة الدرقية ومراقبته أيضًا مطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً