الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة أحلام اليقظة وسرعة نزول الدموع، فهل لحالتي من علاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من كثرة أحلام اليقظة، فهي تقريبا لا تفارقني، وأعاني من سرعة نزول دموعي لأبسط المواقف، مما يضعني في مواقف محرجة، ويدمر نفسيتي، ويشعرني بالضعف والعجز، فهل لحالتي علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحلام اليقظة أو السرحان مع أفكارٍ قد لا تكون ذاتِ جدوى ظاهرة تحدث للناس، لكن ليس من المفترض أن تكون في مثل عمرك بالصورة المُعيقة.

أنا أعتقد أنك شخص قلق وعطوف –كما تفضلتَ– وحسَّاس بعض الشيء.

أنا أعتقد أنك محتاج لأن تنظم وقتك بصورة أفضل، وأن تنام نومًا ليليًا ممتازًا، هذا يُبعد عنك التشتت الذهني، وممارسة الرياضة أراها ضرورية وهامَّة جدًّا في حياتك، وربما تحتاج أيضًا لأحد مضادات القلق، فإذا ذهبت إلى طبيبٍ نفسي أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا جيدًا، وبما أنك تعيش في بريطانيا –حسب ما تُشير إليه– يمكن أن تذهب إلى طبيب الأسرة، معظم الأطباء هنالك على قدرٍ كبيرٍ جدًّا من التدريب في علاج الحالات النفسية البسيطة مثل القلق.

بالنسبة لنزول الدموع لأبسط المواقف: طبعًا هذا قد يكونُ مؤشرًا لنوع من الهشاشة النفسية، لكن اعتبرها رحمةً في قلبك، وحاول أن تكون قوّةً وثباتًا في المواقف التي تتطلب القوة والثبات، وأعتقد التعبير عن ذاتك سوف يفيدك، فلا تحتقن نفسيًا أبدًا، أي لا تكتم، وأنا ذكرتُ لك عن أهمية الرياضة، وإن شاء الله تعالى حين يصف لك الطبيب أحد مضادات القلق – والتي هي أيضًا مُحسِّنةٌ للمزاج – سوف تحسَّ أن حالتك الوجدانية أصبحت أكثر توازنًا.

أخي الكريم: أيضًا أرى أنه من المفيد أن تقرأ بعض المراجع الجيدة عمَّا يُعرف بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، هو أحد العلوم المستحدثة، ومن خلاله يتدرَّبُ الإنسان ويتعلَّمُ كيف يتعامل مع نفسه بصورة إيجابية، كيف يفهم نفسه ويقبلها ويُطورها، ونفس الشيء ينطبق على تعامله مع الآخرين، كيف يفهمهم وكيف يتعامل معهم إيجابيًا، ومن أشهر الكتب في هذا المجال الكتاب الذي يُسمى (الذكاء العاطفي) لـ (دانيال جولمان)، وهو موجود بنسخته الإنجليزية، وقد تُرجمَ إلى العربية أيضًا، كُتب سنة 1995، وهو يُعتبر رائدًا لعلم الذكاء العاطفي، والذي نعتقد أنه لا يقلُّ أهمية أبدًا عن الذكاء الأكاديمي، ولحسن الحظ الذكاء العاطفي يمكن أن يتطور، لكن الذكاء الأكاديمي قد لا يتطور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً