الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعالجت من الاكتئاب وتركت العلاج وعاد إلي الاكتئاب، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ..

أشكركم على موقعكم الجميل، وأدعو الله أن يثيبكم على ما تقومون به.

أنا كنت أستخدم السبرالكس قبل ثلاث سنوات، بعد استشارات الطبيب، وبعدها بسنة تحسنت حالتي قليلاً وقطعته دون إذن الطبيب، ورجعت كالماضي لا أشعر بطعم للسعادة أبداً.

مزاجي معكر، وكثير التفكير، وأشعر بكره للحياة بشكل عجيب، ولا أحب مخالطة الناس، وكثير النوم، وأتعطى الحشيش بين فترة وأخرى، لأني أحس أثناء تعاطيه بشعور بالفرح، وأعلم أنه شيء مؤقت ووهمي، ولكن حياتي كئيبة جداً.

كما أني دائماً أستمتع بأحلام اليقظة وأرسم أن كل شيء جميل، وأفعل كل ما أريده بأحلامي، وأشعر بضغط من عائلتي بسبب أموالهم التي أحاول ردها، لأني مسؤول عنها.

أمر حالياً بمشكلة مالية مع شخص مماطل، وتأتيني حالة يأس يصحبها اكتائب، ولا أريد أن أستمر بالحياة، كنت سابقاً طموحاً، لدي خطط لحياتي، والناس تحبني، وصار كل شيء أسود، ولا أرغب في العمل!

أرجوكم ساعدوني، ودمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي ربما يكون لديك شيء من الاستعداد للقلق والتوترات، ولذا أي أحداث حياتية حتى وإن كانت بسيطة تؤثر عليك، وتدخلك في المزاج الاكتئابي الذي تحدثت عنه.

أنت مشغول مثلاً بأموال العائلة، وأعتقد أنك حساس حول هذا الموضوع، أيها الفاضل الكريم، الحياة طيبة وجميلة، والله تعالى أكرمنا بها، والتقلبات المزاجية تأتي للإنسان، لكن الإنسان يجب أن يكون دائماً يعيش مع الأمل والرجاء، أن يكون إيجابياً في كل شيء، في الأفعال وفي الأفكار وفي المشاعر، ومهما كانت الظروف غير مواتية يجب على الإنسان أن يقاتل، أن يكون فطناً وقوياً ويقظاً، بأن يهزم المشاعر السلبية.

إذا بحثت في نفسك وذاتك سوف تجد أن لديك إيجابيات كثيرة وعظيمة، لا تجعل الفكر الاكتئابي ينسيك أو يبعدك عن الأشياء الجميلة في حياتك، والمزات التي حباك الله تعالى بها، هذه نقطة مركزية نقطة جوهرية وأساسية، من أجل التغيير الإيجابي في الفكر والشعور والأفعال.

أمر آخر مهم جداً أخي الكريم، تعاطي الحشيش حتى وإن كان في فترات متباعدة فيه أذى فظيع للنفس، وأنت ذكرت أن أثره وقتي ووهمي، وأنا أؤكد لك وبصورة علمية على المدى البعيد هو الذي يولد الاكتئاب لديك، فبما أنك حساس بما أن كل مدخل جديد في حياتك يؤثر عليك فأرجو أن تقفل هذا الباب، باب الحشيش أغلقه، موضوع الأموال -إن شاء الله تعالى- بحكمة وروية تستطيع أن ترتب الأمور، وهكذا تسير الحياة.

أنصحك –أخي- بتطوير شبكتك الاجتماعية، علاقتك الاجتماعية، بناء صداقات مع الصالحين من الناس، هذا أمر مهم جداً، والصداقات خارج نطاق الأسرة خاصة الصداقات الصالحة تعود على الإنسان عوداً إيجابياً جداً، معظم علماء السلوك يتجهون في هذا الاتجاه، بناء علاقات اجتماعية طيبة وراسخة، أريدك أن تأخذ بهذا الذي ذكرته لك، وتتأمل وتتفكر فيه وتطبقه.

أعتقد أن هذا مخرج جيد، وإن استطعت -أخي الكريم- أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أيضاً أراه أمراً إيجابياً، ولا داعي للرجوع إلى السبرالكس، لكن تناول دواءً بسيطاً، ولفترة محدودة ربما يساعدك، والدواء الذي أقترحه هو عقار سلبرايد، ويوجد منتج سعودي يسمى جمبرايد ممتاز جداً، والاسم التجاري الآخر للدواء هو دوجماتيل.

الجرعة في حالتك هي كبسولة واحدة 50 مليجراما يومياً لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباح مساء لمدة شهر، ثم كبسولة صباحاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه، أعتقد هذا سوف يعطيك دفعة بيولوجية إيجابية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً