الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نبضات قلب قوية ومتسارعة أشعر بها في رأسي، فما سببها؟

السؤال

السلام عليكم..

أجريت تحاليل دم كثيرة جدا بسبب أني أعاني من تسارع وألم بالقلب، وضيق في التنفس، وآخرها البارحة، حيث أجريت فحصا للقلب مع الجهد، وكانت النتيجة سليمة، وأخبرني الطبيب أن القلب سليم، ومشكلتك ليست منه، وأخبرني أن علاجي بالرياضة والفيتامينات فقط، ولكن أنا أشعر حتى الآن نغزات بالقلب كأنها سكين تطعن في أغلب الوقت تلازمني ولا تذهب، وهي مؤلمة جدا، وهي بمكان القلب فقط، أو تمتد للكتف الأيسر، فما سببها؟ وكيف هو علاجها؟

وللعلم: فإنني البارحة استيقظت وكانت دقات قلبي قوية لدرجة أني شعرت بها في رأسي وليس صدري، وكأن رأسي سينفجر من الدقات القوية التي به، فما سبب مشكلتي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيفان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دقّات وضربات القلب المتسارعة أو زيادتها قد تكون عرضًا للكثير من الأمراض، بعضها عضوي وبعضها نفسي، والأعراض العضوية على رأسها: اضطراب الغدة الدرقية، وأنيميا أو ضعف الدم، وأمراض عضوية أخرى، ولكن عندنا في الطب النفسي قد تكون جزءًا من الأعراض البدنية التي منشؤها من القلق والتوتر، كالإحساس بزيادة ضربات القلب.

لا يمكن تشخيص التوتر والقلق بعرض واحد خاصة زيادة ضربات القلب، لابد من وجود أعراض أخرى للتوتر والقلق، إمَّا أعراض جسدية أخرى كالتعرُّق وآلام مختلفة في أنحاء الجسم، وإمَّا رجفة أو رعشة باليد، وأعراض نفسية مثل الخوف والقلق والإحساس بعدم الراحة والإحساس بالتوجُّس، وأن شيئًا سيئًا سيحدث، والعصبية والنرفزة الزائدة... هذه هي أعراض القلق والتوتر النفسي.

أنت مشغول بالقلب، والأطباء ذكروا لك بأن قلبك سليم، إلا أنك لازلت تحسّ بأن هنالك مشكلة في دقّات وضربات القلب، وكما وصفت أنك تحسّ بأنها في رأسك وليست في صدرك.

الأخ الكريم: لا يمكنني تشخيص مرضك من هذه المعلومات التي ذكرتها، طالما الأطباء قالوا لك أن قلبك سليم أرى أن تُقابل طبيبًا نفسيًا، وتقوم بشرح حالتك كلها أمامه، وسوف يقوم الطبيب بأخذ تاريخ نفسي مفصَّل حول الأعراض، بدايتها، وسوف يسأل عن أعراض أخرى، وسوف يدرس شخصيتك، ووضعك الاجتماعي، وحياتك بصورة عامّة، ومن ثمّ يقوم بفحص دقيق للحالة العقلية، ومعرفة إذا كانت هنالك أعراض أخرى للقلق أو أعراض للاكتئاب، يمكن أن تكون ما تحسّ به جزءًا من القلق أو الاكتئاب، ومن ثمّ يقوم بوضع الخطة العلاجية المناسبة لحالتك، إمَّا بالأدوية أو بالعلاج النفسي حتى يزول ما تحسّ به -أخي الكريم-.

إذًا طالما الأطباء قالوا قلبك سليم أنصحك بمقابلة طبيب نفسي، وسوف يقوم بمدى معرفة إذا كانت هذه المشكلة مشكلة نفسية أو لا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً