الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات نفسية وغيرة وشكوك بزوجي.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

عمري 27 سنة، متزوجة منذ 4 سنوات، وأم لطفلين الأكبر يبلغ من العمر 3 سنوات، والثاني 1 سنة 9 أشهر، زوجي يكبرني بـ 10 سنوات، لدي مشاكل في حياتي الزوجية بسبب غيرتي الشديدة، بحيث تطور الأمر إلى درجة الشك في زوجي، أصبحت أفتش كل أغراضه، أشك في كلامه، كل هذا بدأ عندما اكتشفت أنه كان على علاقة مع عدة فتيات خلال فترة مراهقته، هذا ما لم يصارحني به من قبل، أصبحت أحس أنه لا يحبني، باختصار أصبحت حياتنا لا تطاق في غياب الحوار طوال ساعات عمله.

أسكن في نفس المنزل مع اثنين من إخوته البنات، واللتين أغار منهما هما كذلك؛ حيث أصبحت أفكر في أن زوجي يفضلهن علي، وفي الآونة الأخيرة أصبحت أحس بأعراض جسدية مثل التنميل في يدي اليمنى، وآلام في صدري وعصبية في بعض الأحيان مع الكل، كما أنني أحلم كثيرا أحلاما مزعجة.

كما أن علاقتنا الحميمية تسير من سيء إلى أسوأ، كلما اقترب مني أحس بارتعاش وخوف، وتراودني شكوك أنه ربما عاشر امرأة غيري، وربما يكون حاملا لمرض ما سينقله لي، مؤخرا زرت أخصائية نفسية وطلبت منا الحضور سويا.

مع العلم أنني لم أرغب بزيارتها، زوجي هو من ألح علي!


أرجو منكم جزاكم الله خيرا أن تفيدوني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بعد تدارسي لرسالتك أقول لك أنك بالفعل تعانين من غيرة شديدة قد تصل إلى المرحلة المرضية، وما ذكرته حول زوجك لا أرى أنه صحيح، وذلك من سياق توجّهاتك وأفكارك الأخرى، حيث غيرتك من أخواته لا مبرر لها، كما أنه لديك أعراض قلق وتوتر واضحة جدًّا هي التي أدَّت إلى الشعور بالأعراض الجسدية التي تفضلت بذكرها في رسالتك، ووجود الأحلام المزعجة هو دليل على القلق، ووجود القلق عامَّة دليل أيضًا على وجود ما نسميه بالغيرة العُصابية.

فإذًا الأدلة واضحة جدًّا على أن هنالك غيرة عُصابية، واقتراح زوجك بأن تذهبي وتقابلي المختصة النفسية أعتقد أنه قرار سليم، وذلك من أجل مساعدتك، وربما تحتاجين حتى لمقابلة طبيب نفسي؛ لأنك ربما تحتاجين لشيء من العلاج الدوائي البسيط، العلاج الذي يُساعدك في القلق وفي التوتر وفي التحكّم في هذه الشكوك بإذن الله تعالى.

سيكون من الضروري جدًّا ألا تحسّي بأي نوع من التحرُّج أو النقص حين تطلبين العلاج، وموضوع الغيرة الزوجية هي ظاهرة شائعة، لكن حين تصل إلى الدرجة الشديدة وتكون مُعطِّلة لحياة الأزواج فهنا نعتبرها غيرة علَّة، غيرة عُصابية، أو حتى مرضية.

من المهم جدًّا أن تستعيني بالله تعالى، أن تُكثري من الاستغفار، وأن تسألي الله تعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، والبحث في علاقة زوجك السابقة أمرا ليس محمودًا أبدًا، كثير من الشباب يكون لديهم علاقات سابقة بفتيات، تتفاوت هذه العلاقة في درجاتها وفي عُمقها وفي مقاصدها، لكن كل هؤلاء نستطيع أن نقول أنهم بعد الزواج يكونون على استقامة، وتجاربهم السابقة كانت تجارب استكشافية، وليست أكثر من ذلك، وأنا دائمًا أنصح النساء الفضليات من أمثالك ألا يسألنَ أزواجهنَّ عن علاقاتهم السابقة، هذا ليس من الحكمة في شيءٍ، هذا أولاً يجرح كثيرًا العلاقة بين الطرفين، فيه شيء من الاستفزاز الوجداني للرجل، وقد تكون له تبعات أخرى.

امرأةً حكيمة تأتيني، كان لديها شيء من الاكتئاب، وحين تحدثنا في موضوع الغيرة حول زوجها وعلاقاته السابقة – إن وُجدتْ – قالت لي: (أنا لا أعرف إن كان له علاقات سابقة، ولا أود أن أعرف)، وأُعجبتُ جدًّا لحكمتها ومعالجتها لهذا الأمر.

فأرجو أن تكوني على هذا النسق، وتُقللي من هذه المشاعر السالبة، وأنا أعتقد أن تناولك لأحد مضادات القلق والشكوك سوف يُساعدك، عقار مثل: (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تُرفع الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً