الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وقلة نوم وانعزال عن الناس!

السؤال

السلام عليكم

أصبت بالقلق والتوتر المبالغ فيه، والتفكير طوال الوقت في أي شيء، كنت أحس بالقلق والتوتر كل فترة وفترة إلى أن تطورت الحالة لدرجة أني لا أستطيع أن أجلس مع أي شخص ولو أقرب الناس، بعدت عن أصحابي وأهلي، وصرت أميل للعزلة بشكل لاحظه الكل.

لم أعد أتحمل أي كلام من الناس سواء كان جميلا أو سيئًا، في كل مرة أتهرب من الأصحاب والأقارب والأهل بدون أي سبب.

الأعراض التي ظهرت عندي منذ البداية:
أحس بألم شديد في عروق اليد دائما، وأحس بتنميل في أطرافي والوجه، وانسداد الأذن، وألم في الصدر، والفترة الأخيرة يأتيني ألم في عضلات الفك بسبب الضغط على الأسنان لا إراديا، لدرجة أني لا أفتح فمي بشكل طبيعي، وطوال الوقت أحس بجفاف في الفم، والناس إذا رأوني يلاحظون كيف أضغط على أسناني، وأنا والله لا أحس أني أضغط عليها، وعرفت ذلك؛ لأني كنت أشتكي من ألم شديد في عضلات الفك، وأمي قالت لي ذلك.

ما الحل؟ أتمنى أن أجد حلا؛ لأني وصلت لمرحلة الألم الشديد من الأعراض، ما عندي إمكانية أذهب لدكتور، وأشتري الأدوية، لأنها ممنوعة هنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raghda حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أخي الكريم: أعراضك واضحة جدًّا، فأنت بالفعل تعاني من أعراض القلق النفسي والتوتر النفسي، وهذا أدى إلى توترات عضلية وتوترات جسدية، نشأ منها ما تعاني منه من أعراض، نُحبُّ أن نسميها (نفسوجسدية)، هذه الآلام الشديدة في العضلات – خاصة عضلات الفك – تعني وجود انشداد شديد في العضلات، وهذا نشاهده مع القلق.

والذي أراه – أيها الفاضل الكريم – هو: أن تبدأ بأن تقوم بإجراء فحوصاتٍ طبية جسدية أساسية، هذا الأمر بسيط جدًّا، ذهابك لطبيب المركز الصحي أو طبيب الأسرة للقيام بالفحوصات العادية، للتأكد من مستوى الدم (هيموجلوبين)، ومستوى الدهنيات، ومستوى السكر، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، هذا – يا أخي – أساس طبي مهمٌّ وضروي، أنا أرى أنها -إن شاء الله تعالى- سوف تكون سليمة كلها، وحين تجد أن فحوصاتك سليمة سوف تطمئن.

الأمر الآخر: أنت لم تذكر عمرك، لكن أتصور أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، وفي هذه الحالة أقول لك أنه يمكن أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدًّا والمضادة للقلق، الدواء يُسمَّى (جنبريد)، وهو منتج سعودي ممتاز جدًّا، واسمه العلمي (سلبرايد)، ولا يحتاج لوصفة طبية، تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، هو أحد الأدوية البسيطة والجيدة والسليمة، كما أنه زهيد الثمن.

أخي: الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، الرياضة تقوّي النفس، تزيل شوائبها، الرياضة أفضل لعلاج التوتر والقلق وللآلام الجسدية، خاصة آلام العضلات، كما أن الانشدادات العضلية تستجيب للرياضة بصورة ممتازة جدًّا.

الأمر العلاجي الآخر هو: أن تُطوّر من علاقاتك الاجتماعية، بناء نسيج اجتماعي محترم دائمًا يُساعد في صفاء النفس وراحتها.

الحرص على حسن تنظيم الوقت، وأن تؤدي صلواتك في وقتها مع الجماعة في المسجد، وأن تجعل لنفسك أهدافا، وتضع الطرق والسبل والآليات التي توصلك لهذه الأهداف.

هذا – يا أخي الكريم – هو العلاج، وليس صعبًا أبدًا، وكما تُلاحظ معظم ما وصفناه لك هي عبارة عن متغيرات بسيطة جدًّا في نمط الحياة، لكن أريدك أن تقتنع أن قيمتها العلاجية كبيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا علاء ليبيا

    شكرا دكتور كلامك جميل شكرا على نصيحة سوف اعمل بهده النصيحة وجزاك الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً