الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري منذ ١٥ عاما، علما بأنني لم أتناول أي أدوية، ولم أذهب لطبيب نفسي، كما أعاني منذ ٦ سنوات من اكتئاب شديد، وكرب وقلق وخوف رهيب، حياتي لا طعم لها، ولم أشعر بشيء من السعادة أبداً، وأريد علاجاً فعالاً لحالتي.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، -أخي- مما فهمته من رسالتك، أنه منذ كان عمرك 9 سنوات، أي في بدايات الطفولة المتأخرة، كنت تعاني مما أسميته بالرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري، وقد تعايشت معه، ومنذ 6 سنوات ظهرت لديك أعراض الاكتئاب الشديد، والكرب والقلق والمخاوف، -أيها الفاضل الكريم- هذا كله يمكن أن يعالج وأنت في سن الشباب، الشباب فيه طاقات عظيمة جداً، وقدرات وإمكانات، ومهارات إذا استفاد منها الإنسان يمكن أن يعالج الكثير من صعوباته ومشاكله النفسية، أنا لا أريدك أبداً أن تعتقد يقيناً أنك تعاني من هذه الرزمة من الأمراض النفسية، رهاب اجتماعي، وسواس قهري، قلق، اكتئاب، هذا أمر ثقيل جداً.

وهذه الحالات قلما نشاهدها عند الشباب بهذه الكيفية، لذا -أيها الفاضل الكريم- مع احترامي الشديد جداً لما ذكرته، أريدك أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا مرة واحدة أو مرتين، وذلك لتشخيص حالتك، وهنالك مقاييس ومعايير وشروط لتشخيص الحالات التي ذكرتها، وهل هي بالفعل تصل إلى المرحلة المرضية، أم هي مجرد أعراض وظواهر، وبعد التأكد من التشخيص، توضع الخطة العلاجية والعلاج، إن كان هنالك حالة تستحق العلاج الدوائي، وسوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج الدوائي، والإرشاد العام يتمثل في أن تكون إيجابياً، وترفض الوسواس والرهاب، وتكون إنساناً فاعلاً ونشطاً، تنظم حياتك، وتحسن إدارة وقتك، ولك أهداف، وأن تكون مفيداً لنفسك ولأسرتك وللآخرين، وتحرص على عباداتك وأمور دينك، وتكون رؤيتك واضحة جداً حيال ما تريد أن تصل إليه في الحياة، وأن تضع الطرق والوسائل التي توصلك لذلك، فهذه الطريقة الوحيدة التي تعالج الاكتئاب النفسي بكفاءة عالية جداً.

فاذهب -أيها الفاضل الكريم- إلى الطبيب النفسي، وخذ ما ذكرته لك من إرشاد كمنهج في الحياة، ويمكنك أن تتواصل معي بعد أن تذهب إلى الطبيب، -والحمد لله تعالى- في مصر يوجد أطباء نفسيون كثر، وممتازون جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً