الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي حامل للأنيميا المنجلية وأنا مصابة بثلاسيميا ساكنة، فما وضع أطفالنا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تم عقد قراني منذ ستة أشهر، زوجي حامل للأنيميا المنجلية، وليس مصاباً بها، وأنا مصابة بثلاسيميا ساكنة، والتي لا تظهر في الفحوصات العادية، وتحاليل الدم عندي كاملة وسليمة، كانت نتيجة الدم عندي 14، وزوجي عنده الدم منخفض، علما أني لم أسمع أن أحد والديّ حامل للمرض أو مصاب به.

وضحت لنا الطبيبة الاحتمالات التي يأتي عليها الأطفال:
25٪‏ طفل سليم.
25٪‏ طفل حامل للأنيميا المنجلية.
25٪‏ طفل حامل للأنيميا أو الثلاسيميا الساكنة.
25٪‏ طفل مصاب بالأنيميا المنجلية.

لكن أعراض المرض تكون بسيطة؛ لأن الدم عندي طبيعي، وطمئنتني الطبيبة أن الأمور طبيعية، ولا قلق من الموضوع.

هل يمكن إصابة شخص دمه ممتاز بثلاسيميا ساكنة؟ لماذا لم يعرف والداي بحالتهما سابقا؟ هل تؤثر حالتنا على الأطفال في المستقبل؟ هل سيصاب أطفالنا في المستقبل بمشاكل خلقية غير مشاكل الدم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- وأحب أن أوضح لك على أن مرض الثلاسيميا يمكن أن يكون بدرجة بسيطة جداً, نسميها: تحت سريري، أي لا يتظاهر بأعراض, فيكون تحليل الدم طبيعي جداً، ولا يعاني الشخص من أي مشكلة على الإطلاق, لكن المشكلة تظهر في حال تزوج هذا الشخص من شخص حامل أو مصاب بالثلاسيما, هنا سيكون جزء من الأطفال عرضة للإصابة بالمرض، أي ستظهر عليهم الأعراض، وليس فقط حاملين له.

إذا - يا ابنتي - نعم من الممكن أن يكون الشخص حاملاً للثلاسيما ( ساكنة)، ودمه ممتاز جدا, هذا أمر ليس بالنادر.

أما بالنسبة لوالديك, فإن أحدهما على الأقل حامل للثلاسيميا, أي لديه ثلاسيميا ساكنة, وبسبب عدم وجود أي شكوى لديه, وبسبب عدم شيوع تحاليل ما قبل الزواج في السابق, فحالته لم تشخص, وكثيرون هم الحاملون للثلاسيميا، لكنهم يجهلون ذلك, حيث لا يشخص عندهم المرض إلا عند تعرضهم لمشكلة صحية آخرى.

بالنسبة للأطفال مستقبلا, فلا يوجد جواب قاطع بنعم أم لا, بل هنالك هو احتمالات ونسب, والاحتمالات هي كما أخبرتك بها الطبيبة, ففي كل مرة يحدث فيها الحمل، سيكون هنالك احتمال:
25٪ لأن يأتي المولود سليما.
25٪ حاملا لفقر الدم المنجلي.
25٪ حاملا للثلاسيميا الساكنة.
25٪ مصابا بفقر الدم المنجلي.

ولا علاقة بين وجود مرض الثلاسيميا وبين التشوهلت الخلقية, بمعنى أن المصاب بمرض الثلاسيميا لا ترتفع عنده نسبة التشوهات الخلقية, لكن يجدر الإشارة هنا إلى أنه وحتى في الزوجين الطبيعين، أي ليس لديهما مرض الثلاسيميا، أو فقر الدم المنجلي، فإن احتمال ولادة طفل يحمل تشوه خلقي ما, هو احتمال موجود ويعادل 4٪ تقريبا, وبالتالي فإن هذه النسبة ستكون موجودة عندكما, بغض النظر عن مرض الثلاسيميا، أو فقر الدم المنجلي, وهذه النسبة لا يمكن الوقاية منها لغاية الآن, وهي موجود في كل بقاع الدنيا, حتى في أكثر الدول تقدما.

إن الهدف من تحاليل ما قبل الزواج ليس منع الزواج أو تشجيعه, بل تقديم المعلومات عن المرض ومعرفة احتمالية الإصابة به, حتى يكون الزوجان على علم مسبق بذلك، فيتخذا قرارهما عن رضا وقناعه.

أسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول Namat Ali

    نعم الرد ربنا يحفظك يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً