الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الذهان الوجداني، فما العلاج المناسب لحالتي وجرعته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الذهان الوجداني، ولا حظت في أغلب انتكاساتي أنها تبدأ بقلة النوم أو انعدامه، وذلك لأسباب تافهة، مثلا: في مرتين من انتكاساتي سمعت كلام سيء فلم أستطع النوم، ثم تبدأ الأعراض الذهانية والوجدانية، فهل هناك حلا لهذه المشكلة؟ وهل سببها (جنون العظمة) التي هي من الأعراض الوجدانية؟ علما بأنني آخذ زيبركسا 5 مليجرام فهل الحل زيادة الجرعة عند اللزوم؟ أم أن هناك دواء تدلني عليه يمكن أن آخذه فقط في الظروف الفجائية من قلة النوم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سوف أقوم بإعطائك نصائح عامّة، ولكن عادةً اضطرابات الذهان والاضطرابات الوجدانية ثنائي القطبية -سواء صاحبها ذهان أو لا- يجب أن يتم علاجها تحت إشراف مباشر من الطبيب النفسي، لأنها تحتاج في كثير من الأحيان لعمل كشف للحالة العقلية، ولا يتأتّى ذلك إلَّا من خلال المقابلة الشخصية المباشرة، ولكن هناك اضطرابات عامّة مثل القلق والرهاب الاجتماعي والهلع، عادةً يمكن أن نقوم بوصف العلاجات من خلال الاستشارات، لأنها تحتاج إلى تاريخ مرضي فقط، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الاضطراب الوجداني المصاحب بالذهان -أو غير المصاحب بالذهان- عادةً يبدأ بقلة النوم، أول علامة لحدوث نوبة من نوبات الاضطراب الوجداني هي أن يبدأ مع الشخص اضطراب في النوم، يبدأ نومه يقل بدرجة ملحوظة، وعادةً أُخبرُ مرضاي وذويهم أنهم إذا لاحظوا عدم نوم فيجب أن يحضروا إليَّ في أسرع وقتٍ، فقد تكون بداية انتكاسة مرضية، ليس المشكلة في عدم النوم، ولكن بداية رجوع الحالة عدم النوم، وأيضًا ننصح أحيانًا المرضى المصابين بالاضطراب الوجداني بأن لا يعملوا في نوبات و(شِفتات) مسائية، لأن عدم النوم والسهر أيضًا يؤدي إلى حدوث هذه النوبات.

أما بخصوص جنون العظمة -وطبعًا نحن لا نفضّل أو نستعمل على الإطلاق كلمة جنون، وإنما نقول ضلالات العظمة الفكرية- هي من أعراض الهوس أو نوبة الهوس في الاضطرابات الوجدانية، وهو عرض ذهاني، وهو أن يكون عند الإنسان اعتقاد جازم بأنه شخص مهم، أو أنه يستطيع إنقاذ البلاد، أو الإتيان بأشياء فوق العادة أو مهمّة، هذه من ضلالات العظمة، وتكون عادةً مُصاحبة للاضطرابات الوجدانية.

الـ (زيبركسا) طبعًا مضاد للذهان، وأيضًا من مثبتات المزاج، ولكن يُستحسن أن يكون معه مثَبِّتُ مزاجٍ آخر حتى لا تحدث انتكاسة، كنوع من الوقاية، وأرى أن تقومي بمشاورة هذا الأمر مع طبيبك، إذا كان بالإمكان إضافة مثبِّتٌ للمزاج آخر مع الـ (زيبركسا)، لأن هذا قد يؤدي إلى منع حدوث انتكاسات.

الشيء الآخر: أنتِ مُحقّة يجب أن تتناولي في بداية الانتكاسة - عندما يبدأ اضطراب النوم - دواء مثل الـ (اللورازيبام Lorazepam)، وهو من مضادات الـ (بنزوديازيبينBenzodiazepine)، دواء مُهدئ ومضاد للقلق ويُساعد في النوم، واستعماله يمكن أن يؤدي إلى استعادة توازن النوم، وأحيانًا إجهاض النوبة، كل هذا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب ومساعدة طبيب.

إذًا اذهبي إلى طبيبك ليكتب ويصف لك مثبِّتٌ للمزاج، وكتابة داء اللورازيبام، اثنين مليجرام، حتى تكون تحت تصرفك وتأخذينها عند بداية اضطراب النوم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً