الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم فوق العين وخلفها وفي الأذن، هل هي أعراض مرض في المخ؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ألم فوق عيني اليسرى وخلفها، وفي أذني اليسرى وطنين وطقطقة، وذلك بسبب انتقالي من مكان بارد إلى حار، ولازمتني الأنفلونزا، وانغلقت أذني اليسرى.

ذهبت إلى طبيب أذن وحنجرة، وأخبرني بوجود ماء خلف الطبلة، ووصف لي علاجا، فاختفى الدوار والدوخة، ثم عاد ألم الأذن بدون الدوخة.

ذهبت لطبيب آخر، وأخبرني أنه احتقان وحساسية أنف، وليس له علاقة بالأذن، فما تفسيركم للحالة؟ وهل يجب علي الذهاب لطبيب مخ وتخطيط الرأس؟ لأن الوسواس يراودني أن مخي به مشكلة، علما أني أعاني من ضعف النظر وحول في عيني اليسرى.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا داعي للوسوسة والقلق, الحالة شائعة لالتهاب أذن وسطى مع انصباب الماء فيها، وبالتالي نقص التهوية في الأذن الوسطى، نقص التهوية ينتج عن انسداد أنبوب التهوية، والذي ندعوه: نفير أوستاشيوس, هذا الأنبوب يصل بين البلعوم الأنفي وبين الأذن الوسطى، وهو يقوم بتعديل الضغط فيها, ففي حال التهاب الطرق التنفسية أو التهاب الجيوب الأنفية قد تحصل وذمة في منطقة البلعوم تسد هذا الأنبوب، وبالتالي يحصل ضغط سلبي في الأذن الوسطى، وقد يؤدي للدوار والطنين والطقطقة التي تعاني منها.

مفتاح الحل هو في الأنف والبلعوم الأنفي والجيوب الأنفية، حيث أن علاج الالتهاب المزمن فيها سيؤدي بالضرورة لتحسين تهوية الأذن الوسطى عبر نفير أوستاشيوس.

يجب دراسة الأنف بالفحص المباشر والتنظير التلفزيوني في العيادة، وعلاج الالتهابات المزمنة فيه، ودراسة الجيوب الأنفية بالتصوير الشعاعي, والعلاج لا بد أن يتضمن مضادات التحسس الفموية، والأهم هو بخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي، مثل: فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت، تحت الإشراف الطبي, مع التركيز على مناورة ضغط الهواء عبر نفير أوستاشيوس، والتي ندعوها: مناورة فالسالفا، وهي كالتالي: إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد ثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف، وليس الفم، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس -الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي-، عبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها.

ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام، حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً