الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان شهيتي وغثيان بشكل مفاجئ فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على كل شيء، فقدت الأمل في حياتي، ولا يمكن أن أعود كالسابق، منذ ستة شهور وأكثر وأنا أعاني، في البداية كانت شهيتي في الأكل مفتوحة، وكان مزاجي جميلاً جدا، ثم بدأت أعاني من آلام البطن وعسر الهضم.

على سبيل المثال: أتناول وجبة عند الساعة السابعة مساء، ولا يهضم الطعام إلا بعد العاشرة مساء، حاولت تجاهل الأمر، ثم تطور الوضع وصرت أرغب في الاستفراغ مباشرة بعد الأكل، ولكن لا يحدث شيء، فقط أعاني من الغثيان، علما أنني أعاني من الخوف الشديد من الاستفراغ، ولدي صعوبة في البلع، ولكنها مؤقتة، وأعاني من صعوبة النوم.

ذهبت إلى جميع أطباء الباطنية في المنطقة الشرقية، وأجريت جميع الفحوصات، ومنظار المعدة، وأكد الأطباء أن كل شيء سليم، ولكنني لست مقتنعة، أبحث حول أعراضي التي أعانيها وأراها خطيرة جدا، وأدخل في دوامة من البكاء.

البعض يقول بأن لدي نقصا في فيتامين (د) 12، منذ شهر وأنا مستمرة على تناول حبوب فيتامين (د) الأسبوعية، ولم يتغير شيء!

نصحوني بمراجعة الدكتور النفسي، وذهبت بالفعل، فشخص الحالة بأنني أعاني من القلق، لكنني لم أقتنع، ولم أشعر بالقلق إلا حينما أتت الأعراض، وأهمها هو فقدان الشهية، شهيتي تغيرت بشكل مخيف، وأصبحت أتناول وجبتين باليوم، ولا أتناولها كاملة، نصحتني الطبيبة بعمل جدول، وأنا أسير عليه، ولم أجد أي تغير، يئست من هذا الأمر، وزني كان 48 كجم، وأصبح 42 كجم، وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ هل سأعيش بدوامة الأمراض للأبد؟ وهل سترجع نفسيتي القديمة أم لا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه حالة موصوفة في الطب النفسي تسمى فقدان الشهية العصبي، وعلميا يسمى Anorexia nervosa، ويتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، ومن أعراضه في البداية: الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، ووجود حالة من الأنيميا فقر الدم، ونقص الحديد في الدم، والتي تؤدي إلى الشعور بالكسل، والصداع، والخفقان، وضيق التنفس، وجفاف البشرة، وقد يصاحب ذلك اضطراب في الدورة الشهرية.

ويصاحب فقدان الشهية حالة من الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التحصيل الجيد في المذاكرة؛ بسبب فقر الدم، ونقص فيتامين (د)، ونقص فيتامين (ب) المركب، ويمكنك تناول حبوب Ferose F، التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، مرتين يوميا لمدة شهرين، والاستمرار في تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية، لمدة 16 أسبوعا، مع أخذ حقن neurobion، في العضل يوما بعد يوم لتغذية الأعصاب، عدد ست حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، وتناول حبوب pantoprazol 40 mg، قبل الأكل صباحا لمدة شهر، والحرص على التغذية الجيدة، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

ومن بين الأدوية التي تساعد في علاج الحالة المزاجية السيئة، وتعمل على تحسن الشهية: تناول كبسولات Prozac 20 mg المضاد للاكتئاب، وهو من أفضل الأدوية لعلاج فقدان الشهية العصبي، وحالة الاكتئاب المصاحبة له، وعليك الاستمرار عليه لمدة ستة شهور، مع العلم أن التحسن يظهر بعد أسبوعين من تناول تلك الكبسولات -إن شاء الله-.

وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن.

والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض الخمائر المفيدة في فتح الشهية، والهضم، وزيادة الوزن، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً