الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تؤثر أدوية الروماتويد على الجنين؟

السؤال

عمري 33، مريضة روماتويد، أتناول دواء كورتزون حبة واحدة يوميا 5 mg، وبلانكويل 400 mg مرتين يوميا، حامل بالأسبوع 19، عملت صورة بالشهر الثالث لقياسات الرقبة للجنين وكانت النتيجة طبيعية، عندي صورة تفصيلية للجنين بالأسبوع 21.

أرجوك يا دكتور، هل إذا كانت الصورة الأولى والفحوصات بالسونار دائماً معي طبيعية تكون نتيجة الصورة التفصيلية مبدئياً مطمئنة؟ أنا قلقة جداً من تأثير الأدوية على الجنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك - يا ابنتي - وأسأل الله -عز وجل - أن يتم لك الحمل على خير.

بالنسبة لسؤالك الأول عن التصويرالتلفزيوني في الشهر الثالث، فهذا التصوير يهدف إلى الاطمئنان عن أشياء محددة، ومن ضمنها سماكة الرقبة، لكنه لا يظهر أعضاء الجنين، لأنها لا تكون قد تشكلت بشكل كامل بعد، ولذلك لا يمكن الاعتماد عليها في نفي التشوهات الخلقية.

إن التصوير الذي سيتم عمله عند 21 أسبوعا سيظهر غالبية أعضاء الجنين وبوضوح بإذن الله تعالى، ومن خلاله سيمكن نفي التشوهات الخلقية الكبيرة، وبالتالي يمكن القول بنسبة عالية إذا ما كان الجنين سليما أم لا، لكن يجب معرفة أمر هام جدا وهو أن المتابعة هي الأساس، لأن الجنين سيستمر في تطوره، وقد تظهر أشياء لاحقا لم تكن واضحة، ورغم أن هذا الاحتمال قليل، إلا أنه يبقى موجودا، ليس عندك فقط، بل عند أي حامل، حتى لو لم تكن تتناول أدوية في الحمل، ولك أن تعلمي بأنه حتى في أحسن الظروف فإن هنالك احتمالا يقارب الـ 4-5٪ لأن يأتي الجنين ولديه تشوه ما، وهذه النسبة شبه ثابتة في كل أنحاء العالم وفي أكثر البلدان تقدما، ولغاية الآن لا يمكن تفاديها، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم: (وما أوتيتم من العلم الا قليلا)، لذلك فعندما نقول بالتصوير بأن الجنين يبدو سليما، فهذا يكون ضمن الإمكانيات التي تتيحها لنا أجهزة التصوير.

بالنسبة للأدوية التي تتناولينها: فهي مسموحة خلال الحمل، وبشكل عام فإن تأثيراتها السلبية على الحمل غير مدروسة بشكل دقيق بعد، لكن ولأن الفائدة التي ستجنى من تناولها هي أكبر بكثير من الضرر المتوقع منها، فإن إعطاءها يعتبر أمرا مبررا، ولكن يجب فحص الجنين بعد الولادة من قبل أخصائي أطفال مع التركيز على فحص الغدة الكظرية لديه.

توكلي على الله -يا ابنتي- وتناولي أدويتك كما وصفت لك، فصحتك لها الأولوية هنا، وبتناولك لهذه الأدوية فأنت تأخذين بأسباب الشفاء، والقاعدة الأساسية هي أن صحة الجنين هي من صحة الأم.

أسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً