الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الهم والغم بعد أن رُفض طلبي كمعيد، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من القلق والتوتر والخوف على مستقبلي، فأنا -والحمد لله- مواظب على الصلاة والصوم وقراءة القرآن يوميا، والذكر، والتسبيح، والتحميد، وأنا من أوائل جامعتي، وكنت أطلب من الله أن يحقق حلمي بالتعيين معيدا بالجامعة، لكن للأسف عينوا كل من كان قبلي إلا أنا، وقدمت التماسات عدة ورفضت، وموقفي أصبح ضعيفا جدا، وأنا الآن متظلم للوزارة، ومنتظر ردهم، وهذا أصبح أملي الوحيد الباقي، ولا أملك أي دليل على أنهم سيقبلون تعييني هذه المرة، إلا أني أظن بالله خيرًا أنهم سيقبلون.

وأحيانا أقوم الليل أدعو الله لقبول طلبي، وأحس أن نفسي تطير فرحا وشوقا، وأرى في المنام أن خيرا سيحل علي، لذا تاقت نفسي شوقا لحلمي الأكبر، وأخاف على نفسي من العود للهم والحزن مرة أخرى إذا رفضوا تعييني، فإنه الأمل الأخير لي، فادعوا الله لي حتى يوفقني في حياتي.

وبماذا تنصحوني في حالة رفض طلبي؟ فالله وحده أعلم كم ستكون نفسيتي محطمة حينها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن ييسر أمرك، ويقضي حاجتك، ويحقق أملك فيما يرضيه سبحانه، ثم اعلم أن ما تشعر به من اطمئنان وراحة إنما هو بسبب الذكر والصلاة والإقبال على الله سبحانه وتعالى! فحاول أن تجعله حافزا لك على الاستمرار في هذه الأعمال، واجعلها برنامجا مستمرا لك في هذه الحياة، وعليك أن تعلق أملك بالله تعالى، والثقة به سبحانه سواء تم قبولك أو رفض طلبك.

ووطن نفسك على الرضى بقضاء الله وقدرة، فإن الله سبحانه له الحكمة البالغة في المنع والعطاء، لأننا قد نرى أن حصولنا على الشيء خير لنا وهو في الحقيقة شر لنا، والعكس صحيح، والسبب قلة علمنا وجهلنا بالغيب وحقائق الأمور.

قال الله سبحانه: ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢١٦].

وننصحك في حالة ما يبلغك خبر الرفض مباشرة أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون، وتحمد الله على ذلك، وتقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، تقول ذلك بصدق وإخلاص ورضى وعدم سخط، وثق بالله تعالى وأحسن الظن فيه، وستجد أثر ذلك على نفسيتك طمأنينة بإذن الله تعالى.

فإن وجدت شيئا من الهم والحزن فعليك بالذكر والتسبيح والدعاء والصلاة حتى يذهب ما بك.

أسأل الله العظيم أن ييسر لك الخير ويوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً