الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من كثرة الضغوط النفسية ساء خلقي في الكلام مع أقاربي

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية بعمر ١٩ سنة، من كثرة الضغوط النفسية ساء خلقي، حيث أصبحت أجرح أقاربي بالكلام، وأنا غير راضية عن نفسي وتصرفاتي تجاه أهلي، ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Anfal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع موقع الشبكة الإسلامية؛ ونسأل الله أن يصلح شأنك؛ والجواب على ما ذكرت.

عليك أن تعلمي أن حسن الأخلاق عبادة وقربة إلى الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا" رواه الحاكم، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) رواه الترمذي برقم 2018، وحسَّن إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 791، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق)، رواه الترمذي برقم: 2002؛ وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع برقم: 5628، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي 1162، وغير ذلك من الأدلة.

إذا علمت مكانة حسن الأخلاق؛ وأن لها شأنا عظيما في ديننا؛ ويظهر أن لديك حرصاً على التخلق؛ ولكن وجد منك سوء خلق مع الآخرين؛ وللخلاص من سوء الأخلاق؛ عليك أن تعرفي الأسباب التي جعلتك بهذه الحال؛ فلعلك تعيشين في بيئة لا تهتم بحسن الأخلاق، سواء من الأهل أو الصديقات؛ وكونك تعانين من ضغط نفسي كما ذكرت؛ فهذا ليس مبرراً لسوء الخلق مع الأهل؛ لأن من يقع في ضغط نفسي؛ عليه أن يكثر من الدعاء أن يعافيه الله مما يجده؛ أو يطلب استشارة أهل البصيرة في حل المشكلة التي سببت الضغط النفسي؛ أو الذهاب إلى طبيب نفسي.

يمكن أن أدلك على بعض الوسائل المعينة على تحسين الأخلاق؛ فمن الوسائل تقوية الإيمان بطاعة الله والتقرب إليه، فإن الطاعات تجعل صاحبها أحسن أخلاقاً؛ ومن الوسائل قراءة القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه.

من الوسائل الدعاء بأن يرزقك الله حسن الخلق، فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم الهِدَاية إلى أحسن الأخلاق، فكان يقول: "واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنِّي سيِّئها، لا يصرف عنِّي سيِّئها إلا أنت" رواه مسلم برقم 771؛ ومن الوسائل مجالسة الصالحات اللاتي يتميزن بحسن الخلق؛ وكذلك ممارسة وتعويد النفس على الأخلاق الحسنة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله) رواه البخاري برقم 6470، ومسلم 1053، واللفظ له، والشاهد من الحديث على أن الذي طلب خلقاً حسناً كالعفة والاستغناء؛ والصبر؛ وعود نفسه عليه؛ وفقه الله إليه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Asma

    بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً