الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعاني اضطرابا بالدورة الشهرية وفق أعراضي المذكورة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الأعراض التالية تعتبر اضطرابا في الدورة الشهرية:
1- فترة نزول دم الحيض تتراوح بين 4 - 9 أيام، وهي غير ثابته، بل تختلف اختلاف بسيط بين دورة وأخرى.

2- الفترة بين انقطاع دم الحيض في الدورة السابقة إلى نزوله في الدورة التالية يتراوح بين 15 - 20 يوم.

3- الوزن حوالي 60 كجم، والطول 163سم، وأول نزول لدم الحيض في سن العاشرة أو الحادية عشر، وعمري الآن 23 سنة.

ما سبب الأعراض السابقة؟ وما هو العلاج؟ إذا كانت الأعراض بسبب مرضي، فما تأثير ذلك على الإنجاب بعد الزواج؟ وهل يستغرق العلاج وقتا؟ وما نسبة نجاح العلاج والشفاء اذا كان هناك مرض طبي سبب تلك الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمتوسط الدورة الشهرية المنتظمة من 3 إلى 7 أيام، وعدد أيام الدورة الشهرية المنتظمة من 21 يوما وحتى 34 يوما، بشرط تكرار نفس عدد الأيام كل شهر، وما خلا ذلك يشير إلى عدم انتظام الدورة؛ ولذلك إذا زاد نزول الدم عن 7 أيام، وإذا قلت أيام الدورة عن 21يوم، فإن ذلك يشير إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وعدم نزول بويضات، وبالتالي يتأخر الحمل.

ولا يمكن الجزم بالسبب في ذلك؛ حيث أن الدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلت متكامل ومتعاون وأضلاعه:
1 - هرمونات الغدة النخامية TSH & LH، والتي تحفز المبايض، وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى في المخ، تسمى hypothalamus، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب PROLACTIN.

2- الضلع الثاني من المثلث يتمثل في المبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض، وهي هرمون إستروجين في بداية الشهر وبروجيستيرون، وتزيد نسبته بعد التبويض.

3- الضلع الثالث هو الرحم، وما قد يوجد به من مشكلات، مثل: الروم الليفي الحميد، أو الحاجز الرحمي، أو غير ذلك، ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية وتأخر الحمل.

ولذلك من المهم فحص الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، بالإضافة إلى فحص هرمون الحليب PROLACTIN، وهرمون الذكورة total and free testosterone، ومخزون البويضات AMH، وهرمون DHEA، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى ضعف التبويض، وكذلك ارتفاع هرمون الحليب يؤدي إلى نفس المشكلة، مع ضرورة فحص هرمون progesterone، في اليوم ال 21 من بداية الدورة الشهرية، والذي ينقص بشدة مع ضعف التبويض، مع ضرورة عمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحليل والسونار على الطبيبة المعالجة، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

ولإعادة تنظيم الدورة ووقف التكيس المحتمل، وعلاج الأكياس الوظيفية، يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور يوميا، قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل، بل وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

مع ضرورة العمل على إنقاص الوزن، ليصل إلى 70 كجم في الشهور الستة القادمة، حيث أن إنقاص الوزن يمثل العنصر الأساسي في العلاج، وذلك من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج، ثلاث مرات يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً