الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت وعيي وتشنجت وتكررت نوبة التشنج مرتين، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

في سنه 2011م، ذهبت في رحلة مع أصدقائي، وكنت بعمر24 عاماً، ذهبنا للبحر وتنزهنا في البر، وفي الحقيقة أني لم أنم جيداً قبلها بيوم، سوى 3 ساعات أو أقل، وكانت الرحلة مرهقة في حقيقة الأمر.

خلال رجوعنا من الرحلة أتذكر أننا مررنا بحريق وساعدنا في إطفائه، واستنشقت الكثير من الدخان، وفي نهاية اليوم وفي طريق العودة مررنا بمطعم لتناول العشاء، وحين انتهينا من تناول العشاء وجدت نفسي فجأة عند السيارة، ويسألني أصدقائي ما اسمك؟ وكم عمرك؟ وأنا أشعر بشعور غريب وتعب ومصدوم! قالوا: لقد فقدت وعيك وتشجنت وأنت جالس في مطعم، وتنظر للفضاء.

ذهبت لاختصاصي مخ وأعصاب ثاني يوم، فسألني هل حدث لك وأنت صغير من قبل؟ هل أصبت بحمى قوية وأنت صغير؟ هل تعرضت لضربة قوية على رأسك؟ وكل ذلك لم يحدث.

هذه أول مرة في حياتي يحدث لي هذا الأمر، فطلب مني تحليل دم وكانت ممتازة وصورة MRI وكانت نظيفة، لا توجد أي مشاكل، طلب مني تخطيط مخ والذي أظهر شحنات زائدة في المخ، بنسبة يسيرة، قال الطبيب: إنها لا تحتاج لدواء إلا إذا تكررت النوبة من جديد.

بعد مرور 6 أعوام حدثت لي نوبة مشابهة، وفي نفس الظروف كنت مسافراً في رحلة شاقة استغرقت 8 ساعات براً، وساعة بالطائرة ثم ساعة أخرى براً وكانت مرهقة جداً حتى وصلت في وقت العشاء تناولت وجبة العشاء ثم حدثت لي نوبة صرع، فذهبت إلى اختصاصي مخ وأعصاب فقمت بتحاليل دم وكانت ممتازة، وقمت بصور CT للمخ وكانت نظيفة.

قال الطبيب: لا تقلق، والمدة بين النوبة الأولى والثانية بعيدة، وظروف مشابهة من السفر والتعب، والإرهاق وقلة النوم، ولم يكتب لي علاجاً.

علماً أني منذ فترة أعاني من شلل النوم والجاثوم منذ كنت بعمر 18 سنة، حتى صرت بعمر 30 سنة، تأتي أيام يحدث فيها جاثوم يومياً، وأيام أخرى يختفي، وفي مرات يحدث الجاثوم صباحاً، فأستيقظ ثم أحاول أن أنام من جديد، وبمجرد ما أنام يأتي الجاثوم مباشرة مع النوم، فأستيقظ ثم أحاول أن أنام من جديد فيأتي الجاثوم حتى أغير رأيي وأترك الفراش!

أرجوكم أفيدوني، هل ما يحدث لي من جاثوم مرتبط بقصة نوبتين من الصرع؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجاثوم أو شلل النوم Sleep paralysis حالة قد يعاني منها المريض مرة واحدة في العمر أو قد تتكرر عدة مرات في الشهر الواحد ويتأثر بها الشباب أكثر من غيرهم، وفيها يشعر المريض بعدم المقدرة على التنفس، مع الشعور بالانقباض.

من بين الأسباب التي تؤدي إليها عدم أخذ قسط كاف من النوم والسهر لساعات طويلة، أو بسبب خلل في نظام النوم اليومي بسبب اختلاف أوقات العمل مرة عمل ليلي ومرة نهاري، وتزيد مع النوم على الظهر، وقد يوجد تاريخ مرضي في الأسرة إن كانوا يعانون من نفس المشكلة.

مما يساعد على علاج تلك الحالة هو النوم الجيد ليلاً مدة لا تقل عن 7 ساعات، وساعة في القيلولة ظهراً مع ضرورة تثبيت موعد النوم والاستيقاظ، والتوقف التام عن التدخين، وعن تناول المنبهات، مثل القهوة والشاي، والمشروبات الغازية، خصوصاً قبل النوم، وفي حال تكرار تلك الحالة فإن الأدوية المضادة للاكتئاب مثل بروزاك PROZAC 20 MG تساعد في الشفاء، إن شاء الله.

إن حالة الإرهاق والإجهاد البدني والذهني المتواصل قد تؤدي إلى الجاثوم، كما قد تؤدي إلى نوبات التشنجات، والرابط بين الحالتين وجود إشارات كهربائية زائدة، فعليك المتابعة مع استشاري المخ والأعصاب، لمتابعة تلك النوبات وعلاجها، مع ضرورة تنظيم وقت النوم، وترك مشاهدة أفلام العنف إذا كنت معتاداً لذلك، مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح، كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصاً المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وللفائدة راجع علاج الجاثوم سلوكيا: (272867 - 278937).

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً