الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تشنجات لحظية في عضلات جسمي كلها، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم علي مجهودكم، جعله الله في ميزان حسناتكم، ومن كثرة متابعتي لكم وجدت أنكم جديرون بالثقة لطرح أسئلتي.

اسمي صقر، بعمر 22 عاماً، أعاني من تشنجات لحظية في عضلات جسمي كلها، وبعد الفحوصات تبين أني أعاني من مرض المايوتونيا، وقد تعاطيت أقراص ال phenytin لمدة شهرين، ثم توقفت عن تناولها.

ليست هذه المشكلة الوحيدة، بل إني أعاني من الخوف اللاإرادي، مجرد حضور فكرة عن أي شيء يدعو للخوف في ذهني تنقبض عضلات بطني، كأي رد فعل طبيعي عند الخوف، وأشعر بألم في العضلات، خاصة عضلات البطن والفخذين، لمدة تكاد تكون لحظية، وذلك الألم شبيه بالألم الناجم عن بذل مجهود.

عند تطور الحالة أصاب برعشة ورجفة قوية جداً، لدرجة أنها كفيلة بأن تنفضني من مكاني، وتزحزحني في كامل عضلات جسدي، خاصة الرجلين والبطن، لفترة تكاد تكون دقيقتين، وقد تمتد إلى أكثر من 5 دقائق، ثم تنقطع ولم أجد سبباً ولا علاجاً لهذه الحالة!

كما أنها تظهر في نبرات صوتي، وتتقطع من شدة الرعشة، فصرت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأصبحت أخاف من الخطبة في المسجد والصلاة كإمام خوفاً من أن تصيبني هذه الحالة، وتصيبني في حالات الانفعال والبرد، وعند محادثة شخص غريب، أو ذي سلطة، فعند برودة الجو أفقد القدرة على التحكم في عضلاتي، وأشعر بأني متخدر لدرجة الجلوس!

أرجوكم أفيدوني، فقد ضاق بي حالي وكرهت نفسي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

كما تعلم أن مرض المايوتونيا MYotonia، هو مرض ينجم عن وجود مورثات تنتقل عن طريق الوراثة، ويتميز هذا المرض بأنه عند تقلص العضلات تأخذ فترة طويلة حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، وتختلف الأعراض بشكل كبير بين مريض إلى آخر، وتكون خفيفة عند البعض، ومن الناحية أخرى قد تكون شديدة عند مرضى آخرين.

قد يحصل تأثر القلب بهذا المرض، ويتظاهر المرض بشكل تيبس في العضلات، خاصة عضلات الأجفان والفم واليدين، والأطراف السفلية.

ما هو مهم أن تعرفه هو أن هناك بعض الأمور التي تحدث الأعراض، ومنها البرودة والقلق والتوتر والخوف، أو الإجهاد العضلي، أو التمارين، وهذا يفسر لماذا تزداد عندك الأعراض عندما تخاف، والخوف يحدث القلق والإجهاد النفسي، وهذا يؤدي إلى ظهور واستمرار الأعراض.

لذا فإنه مهم جداً أن تتجنب المسببات أو الأمور التي تؤدي إلى ظهور الأعراض، والتي تم ذكرها، وعلاج هذا المرض يكون بدواء MEXELITINE، إلا أن هذا العلاج يتم بمراقبة الطبيب المعالج، وسأحيل سؤالك إلى الطبيب النفسي لكي يجيبك عن موضوع الخوف والرهاب الاجتماعي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر . استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما اتضح لك من إجابة الدكتور أن هذا الذي تعاني منه مرض عضلي معروف، ومن الناحية النفسية هناك شيئان اثنان، اتضح أن القلق والتوتر نصفه قد يساعد في تقلصات العضلات، ولأن عندك هذا المرض فالعضلات عندما تبدأ تتقلص لا تعود إلى طبيعتها إلا بعد فترة، وتقلص هذه العضلات سبب عندك حساسيه من مقابلة الآخرين، أو الخطابة أو إمامة الناس، خشية أن يظهر عليك هذا المرض أمامهم.

إذاً تحتاج إلى شيئين: تحتاج إلى مقابلة طبيب نفسي ليعلمك كيفية الاسترخاء، وهنا يستحسن أن يكون الاسترخاء عن طريق التنفس وليس الاسترخاء العضلي لوجود هذا المرض، والاسترخاء عن طريق التنفس يكون بأخذ نفس عميق مع غمض العينين، أخذ نفس عميق وإخراجه عدة مرات مع غمض العينين في نفس اللحظة التفكير في الكلام مع شخص تحبه أو التفكير في مكان ذهبت إليه، أو إجازة قضيتها.

كما أنك تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، لمعالجة هذا الرهاب الاجتماعي بعد علاج القلق والتوتر لكي تخف حالة التقلصات العضلية، وهذا يساعد في خفض درجة الرهاب الاجتماعي عندك بإذن الله، فيجب أن يكون العلاجان مع بعضهما علاج القلق والتوتر عن طريق الاسترخاء، وعلاج الرهاب الاجتماعي عن طريق السلوك المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً